أداب وفنون

قصيدة العيد للزميلة الشاعرة رانية مرعي

أيُّها العيد ..
بقلم : الكاتبة رانية مرعي

أيها العيد الذي تاه عن درب مدينتنا .. تعمّدِ النّسيان وارحل ..

لمن تتأنّقُ ؟ والأطفالُ عراة ..
مزّقَ البردُ عفّةَ أحلامهم .. وتطاول على أجسادهم المتخشّبة وتركَ سياطه تسيلُ لتطفئَ آخرَ جمرات الحلم ..

لمن تتجمّلُ ؟ والنساءُ نائحات ..
قصصنَ جدائل الحرير .. وعيونهنّ كحّلها الهمّ .. وشفاههنّ الدامعة تشققت عليها كلّ استغاثات القهر والوحدة ..

لمن تتعطّرُ ؟ والورودُ ذابلات ..
اشتعلَ الرّبيعُ وخنقَ عطرها .. تغلغلت رائحةُ الموتِ في أنفاس الصّباح فصارَ يترنّحُ من فرطِ الغياب .. والأرضُ الثّكلى تقطّعت فيها أوصال الحياة ..

لمن تبتسمُ ؟ والشبابُ في شتات ..
خذلهم الانتظار فركبوا الرحيلَ يبحثون عن هويّة .. سلخوا ذاكرتهم الشاحبة كي لا يغرّهم الحنين .. ومزّقوا أسماءهم ليصيروا جدًا غرباء ..

لمن تلجأ ؟ والحكامُ عُتاة ..
وأدوا الأصوات كي لا تنادي بالحريّة.. شرّعوا الهوانَ .. تآمروا مع الخذلان ليشوّهَ كلّ ثغرٍ يتجرّأ على الابتسام ..
وسخروا من رسائل العشاق ..

لمن تصلّي ؟ لأمّة اللّات ..؟
غضّوا طرفهم عن الحقيقة .. وزوّروا شهادات ميلادهم كي لا يعترفوا بعبادة الأصنام .. كفروا بالوطن
وغواهم شيطانهم فاقتنعوا أنّهم جبناء ..

لمن تنادي ؟ والضميرُ في سبات ..
أحرقوا الألعاب وانطفأت الزّينات .. حاكموا الحبّ لأنّه أفرجَ عن الأمل من معتقلات الوهم .. ونصبوا المشانق لكلّ الشرفاء بتهمة الوعي المفرط والانتماء ..

أيّها العيد .. تسلّل إلى عمر البراءة وابحث عنّا .. هناك ..! وقل لنا أنّنا ما زلنا أحياء ..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi