مقالات

باقة ورد في غرفتك سيدي

باقة ورد في غرفتك سيدي

فلك الرافعي رئيسة منتدى العلامة مصطفى الرافعي


كيف لا أقدم لك سيدي الوالد باقة ورد في غرفتك بعد أن تمردت زهورها على السير باتجاه آخر.
سأفعل في ذكراك التاسعة عشر سفراً أو حضوراً طاغياً لأرتكب لا خطيئة ولا خطأ وإنما محاكاة الشعور الغلاّب أن أُقبّل يدك وجبينك الأغر، فهناك من امتشقوا الذاكرة الندّية رغم رحيلهم فبقوا حديث الناس لا ينقطع مستشهداً بمواقفك وآرائك وإجتهاداتك التي سبقت في رؤية وجدانية صادقة من تحذيرات أطلقتها وكأنها الغيوم الخديج التي لم يكمل نضوجها في مؤلفك الداعي للتقريب بين المذاهب.
كيف لا أجثو على ركبتي أمامك والكثير من الإتصالات تهاتفني من أصحاب دور النشر لإعادة طباعة الكثير من مؤلفاتك التي نفذت من المكتبات ومن التي لم تنشر بعد.
كيف لا أفعل وفي نيّة سليمة من الزلل العقلي أن أقدم لك هدية إحتفالية فيها الفرح تخطى حاجز الموانع وفرض أجواءه في ظل قانون يحظر فيه الفرح، وأنت يا سيدي حديث المنتديات والكثير مازال يستشهد أمام الملأ بمواقفك المتقدمة في منظومة الإستشعار بالخوف قبل وقوعه.
إنني مبتجهة أن أفعل ببهجة وأنا عند كل من يعرفني أنني إبنتك يلهجون بالثناء ويفتقدونك كلون أخضر في زمن أسود كم أساء فيه البعض للإسلام الحنيف وشوهوا صورته أمام العالم وأنا أستحضر سعيك الدؤوب ولقاءاتك في البيت تدوّر زوايا الإختلافات بين أفرقاء يحملون هدفاً واحداً وكل منهم في طريق قد يوصله إلى فراغ وسراب.
في الأول من آبٍ مضى حزمت حقيبة سفرك وكأنني اليوم أرى محتواها يلون جدران البيت ويضمخ المكان بعطرك الذي لم تنته صلاحية جودته وصوتك ملء السمع وقامتك ملء العين.
هناك يا سيدي من بقى محافظاً فقط على سجل قيده في خانة الأحياء وهو على هامشها يرقب ظله الباهت، وهناك من يرحل باتجاه مكانه ويرتقي كأنه يرحل علواً ويهبط متدرجاً مسار طائرة الورق بدون صخب المدارج.
من حقي أن أفخر أنني أخذت عنك الكثير وكان أسلوبي فيه البعض من خارطة الهندسة الوراثية أحاول جاهدة البقاء في حضرتك وأدبك وأنهل من نصائحك.
عذراً سيدي فما اختلط عليّ المكان بين ما يسمّى أول منازل الآخرة وبين إحساسي ببقائك مع الإيمان التام أن سنّة الموت ستزور كل ما عليها ومن عليها وفوقها وأسفلها، ليبقى إسمك محل تقدير وثناء ولتبقى معارجك طريقاً سوياً لأصحاب الحجى وطلاب العلم وليبقى محرابك منتدى للتشاور والبحوث، وليبقى مبيتك خيمة آمنة لمن تركت، وما أحسبك بمغادر رغم مغادرة فصول تتعاقب لتعود وشمس تغيب لإشراقة أشد زهواً فيها أبجدية الإعتدال والحوار.
غداً إن شاء الله سأشتري لك الورد الذي تحب وما أحسب أني سأسقيه بل هو سيرتوي من حبرك النمير.
وكما تعاهدنا، أجاهد في زمن التحولات المخيفة أن أبقى المؤتمنة على نتاج عقود طويلة من عطائك.
كل سنة وأنت العالم المسكون فينا والساكن في ذاكرة لا تشيخ وأفئدة لا تصدأ ووفاء لا يذوب رغم أنك يا سيدي تشبه الشمعة التي رفدت بدموعها ثروة من علم متوارث أرجوه أن يكون في صحائف أعمالك.. صدقة جارية وعلم ينتفع به وأرجو أن يكون ولداً صالحاً يدعو لوالديه..
باقة ورد في غرفتك عشية ذكراك.. بيننا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi