الخدمات الاعلامية

الإسلام هو الدين الوحيد* *الذي يحمل رسالة التوحيد* *الشيخ مظهر الحموي* رئيس لجنة الدعوة والمساجد وحماية التراث في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى

*الإسلام هو الدين الوحيد*
*الذي يحمل رسالة التوحيد*
*الشيخ مظهر الحموي*
رئيس لجنة الدعوة والمساجد وحماية التراث في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى

يقول الله سبحانه وتعالى(وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِیۤ إِلَیۡهِ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّاۤ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ)
هذه هي القضية الكبرى التي تصدر عنها كل القضايا ، والحقيقة العظمى التي تصدر عنها كل الحقائق،  وإليها ترد كل الأمور .
إنها قضية وحدانية الله سبحانه وتعالى، وهي الحقيقة اليقينية التي لا يأتيها ريب ، ولا تخفى على ذي لب ، وهي موضوع الدين كله، وخلاصة الهداية الكاملة ونور الإسلام والأرض، ونظام الوجود في نشأته وإستقامته ، وغاية من الغايات التي تنتهي إليها الخلائق ، فكان حريا بالإنسان أن يؤمن بها إيمانا مطلقا يملأ العقل بالإقتناع والتسليم ، ويملأ القلب بالإطمئنان والخشوع ، كما كان حريا بالمؤمن أن يكون إيمانه بوحدانية الله إيمانا نقيا من كل الشوائب ، بريئا من كل الأوهام ، منزها عن كل ما لا يليق بكمال الوحدانية، وعن كل مشابهة بالمخلوقات..
والإسلام هو الدين الوحيد الذي يحمل رسالة التوحيد في عالمنا المعاصر ، بغض النظر عن كل المزاعم التي يحاول البعض القاءها على تصوراتهم ومقولاتهم للإدعاء بوحدانية الألوهة التي يجزؤنها ويركبونها ويجسمونها ويمثلونها، ثم يلجاون الى التفسير الذي يتغير بتغيير الأزمنة والثقافات ، ولا يكون له أدنى صلة بالحق ، أو بالمنطق او بالفهم السليم.
لذلك كانت قضية المسلمين في هذا العصر ، أن يتولوا ما قام به نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام من دعوة الى توحيد الله سنوات طوالا ، وهو يواجه مختلف أباطيل الشرك والكفر، لأن الإسلام هو هداية للإيمان الحق قبل أن يكون نظام دولة ، أو تنظيم مجتمع ، فهما وإن كانا من تعاليم الإسلام وإهتماماته ، إلا أنهما يأتيان في مرحلة تالية لتأسيس الإيمان.
والعالم اليوم يشكو من إضطراب في الإيمان ، فهو وإن كان قد بلغ في المعارف الكونية ما يبهر ، وفي التقدم الحضاري ما يفوق التصور ، وفي الإنجازات المادية ما يفوق كل ما سبقت إليه الأعصر ، إلا أن هذا العالم يفتقد الحقيقة التي لا غنى عنها ، والتي تجعل لحركته الفكرية والعلمية والوجودية غاية عليا ، وحكمة ترفع من قدر الإنسان عن طريق إيمانه بالله، وتوجهه إليه ، وعبادته له.
فالعالم اليوم ماخوذ بسكرة ما يجد بين يديه وما يستجد أمامه ، حيث طغت المادة على فكره ونظره وأصبحت وحدها محل رؤيته ومجال تدبيره، حتى بلغت به الظنون ما بلغته بالجاهلين البدائيين الرجعيين الذين قالوا ما يهلكنا إلا الدهر ، وهؤلاء يقولون ما يسعدنا إلا العلم ، ولا تحيينا إلا المادة ، وهم لا يعلمون إلا ظاهرا من الحياة الدنيا ، فتملكهم الغرور ونسوا يد الله المهيمنة على التدبير.
لقد عادت الجاهلية الأولى ، برفض الإيمان الحق ، وبإنصرافهم الى آلهة يعبدونها مع الله ، أو آلهة يعبدونها من دون الله ، وهو إيمان وثني في مفهوم الإيمان الديني ، وذلك ما أورث العالم الضلال العام الذي يغشاه ، فتحولت العبادات طقوسا وثنية ، وتراتيل شركية ، لأن الأساس باطل ، والتوحيد خاطئ ، والتصور فاسد ، ولم يبق في ساحة التعبد المستقيم إلا العبادة القائمة على الوحدانية، والخالصة لله وحده ، وهي العبادة التي قررتها الآية الكريمة في قوله سبحانه وتعالى (..لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّاۤ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ)
والجدير بالتقدير أن العبادات في الإسلام تنشأ عن حقيقة الوحدانية وتخلص في التوجه الى الله وحده لا شريك له (..فَمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ لِقَاۤءَ رَبِّهِۦ فَلۡیَعۡمَلۡ عَمَلࣰا صَـٰلِحࣰا وَلَا یُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦۤأَحَدَۢا)
ففي الصلاة يعلن المسلم فيها (إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ)
وفي الحج يعلن المسلم فيه : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك.
وفي الصوم يتحرر فيه المسلم حتى يقول فيه الحق سبحانه : الصوم لي وأنا أجزي به.
وفي الزكاة يتحرر فيها المسلم من سلطان المال لينال رضوان الله (…وَمَاۤ ءَاتَیۡتُم مِّن زَكَوٰةࣲ تُرِیدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُو۟لَـٰۤئكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ).
فالعبادة الملتزمة بالوحدانية هي العبادة التي تعبر عن حقيقة الإيمان ، وتتفتح لها أبواب السماء وترفع من قدر العابد وتحقق حكمتها وغايتها في نفس المؤمن ، وفي مقام القبول.
وبذلك يتحمل أهل الإيمان الحق ، والعبادة الحق ، مسؤولية الدعوة الجادة الى الحق ، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد.
وصدق الله العظيم : (قُلۡ أَیُّ شَیۡءٍ أَكۡبَرُ شَهَـٰدَةࣰۖ قُلِ ٱللَّهُۖ شَهِیدُۢ بَیۡنِی وَبَیۡنَكُمۡۚ وَأُوحِیَ إِلَیَّ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ أَئِنَّكُمۡ لَتَشۡهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخۡرَىٰۚ قُل لَّاۤ أَشۡهَدُۚ قُلۡ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهࣱ وَ ٰ⁠حِدࣱ وَإِنَّنِی بَرِیۤءࣱ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ)
*أخوكم الشيخ مظهر الحموي*
عضو اللجنة القضائية في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi