كيف تصبح أسعار المحروقات في حال رفع الدعم؟ الثلاثاء، ٦ اكتوبر / تشري

القرار الجريء والوطني، الذي اتخذه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بالنسبة لدعم ثلاث مواد أولية يحتاجها المواطن، ولا يستطيع أن يتحمّل أسعارها، لولا تدخل الحاكم، جعلت المواطن اللبناني اليوم يعيش في قلق شبه دائم، على مصيره في ظل ما سرّب من نيّة مصرف لبنان رفع الدعم عن هذه المواد وبخاصة المحروقات التي باتت تشكل حيزاً ضرورياً وأساسياً في حياة كل لبناني، لما سيتركه رفع الدعم من تداعيات على أصعدة عدّة

فعلى وقع الأزمة المالية والاقتصادية التي يمرّ بها لبنان، لا سيما على مستوى إرتفاع سعر الدولار مقابل الليرة، قيل إنّ هناك اتجاهاً لرفع الدعم… لكن هذا اللبناني بحاجة الى الدعم، مع تراجع قدرته الشرائية، وارتفاع الأسعار

في هذا السياق، الكثير من الأسئلة التي تطرح، وهي بحاجة الى أجوبة واضحة، فإذا أخذنا رفع الدعم الموجود على المحروقات، بعدما أكد عضو نقابة أصحاب المحطات في لبنان جورج البراكس «ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أبلغ الحكومة أنّ الكتلة النقدية، لم تَعُدْ تكفي، والمركزي بوارد رفع الدعم عن المحروقات، لأنّ الحاكم أكد عدم المساس بالإحتياطي الإلزامي»

من هنا يتبيّـن لنا ما كان حاكم مصرف لبنان قد قدّمه للشعب اللبناني بسبب حكمته وحنكته ومهارته في إدارة الأمور. وها نحن، ومن خلال هذا التحليل، سنعطي صورة «مأساوية» لما ستؤول إليه الأمور، لو تحققت «خبريّة» رفع الدعم

أ – البنزين:

أولاً: صفيحة البنزين وحسب سعر صرف الدولار 1515 تسلّم بسعر 10460 ليرة، عليها رسوم بقيمة 5060 ل.ل. تضاف إليها حصة التوزيع 300 ل.ل.، وأجرة نقل بقيمة 540 ل.ل. وعمولة المحطات 1900 ل.ل. وفرق 10% على الدولار مدفوع من الشركات 3900 ل.ل والـT.V.A بقيمة 2438 فيصبح سعر صفيحة البنزين واصلة للمستهلك 24598 ل.ل

ثانياً: إذا اعتمد سعر صرف الدولار على أساس 3800 ل.ل. فإنّ الصفيحة تصل بقيمة 26220 ل.ل. تضاف إليها رسوم بقيمة 5060 ل.ل. وحصة التوزيع 300 ل.ل. وأجرة نقل بقيمة 540 ل.ل. وعمولة المحطات 1900 ل.ل. وفرق 10% على الدولار مدفوع من الشركات 1800 ل.ل. والقيمة المضافة 394 ل.ل. فيصبح ثمن صفيحة البنزين للمستهلك 39761 ل.ل

ثالثاً: إذا كان سعر صرف الدولار 8000 ل.ل. تصل صفيحة البنزين بسعر 55200 ل.ل. تضاف إليها رسوم 5060 ل.ل. وحصة التوزيع 300 ل.ل. وأجرة نقل 540 ل.ل. وعمولة المحطات 1900 ل.ل. والقيمة المضافة 6930 ل.ل. لتسلم الى المستهلك بسعر 69930 ل.ل

ملاحظة: اعتمد سعر الإستيراد على أساس 460 دولاراً للطن الواحد. هذا ولم نأخذ بالإعتبار سعر صرف الدولار إذا تجاوز الـ8000 ل.ل. وهذا ما يوحي بكارثة لا يمكن للمواطن تحمّلها

ب – المازوت:

أولاً: تسلم اليوم صفيحة المازوت على أساس 1515 كسعر للدولار بـ9960 ل.ل. تضاف الى هذا السعر حصة التوزيع 300 ل.ل. وأجرة النقل 540 ل.ل. وعمولة محطات 700 ل.ل. وفرق 10٪ على الدولار مدفوع من الشركات 3600 ل.ل. فتسلم الصفيحة للمستهلك بـ15100 ل.ل

ثانياً: إذا اعتمد سعر صرف الدولار 3800 ل.ل. فإنّ صفيحة المازوت ستصل بسعر 24983 ل.ل. تضاف إليها حصة توزيع بقيمة 300 ل.ل. وأجرة نقل بـ540 ل.ل. وعمولة محطات 700 ل.ل. وفرق 10٪ على الدولار مدفوع من الشركات بقيمة 1662 ل.ل. فتسلم صفيحة المازوت للمستهلك بقيمة 28185 ل.ل

ثالثاً: إذا كان سعر صرف الدولار 8000 ل.ل. فإنّ صفيحة المازوت تصل بقيمة 52595 ل.ل. تضاف إليها قيمة حصة التوزيع 300 ل.ل. وأجرة نقل 540 ل.ل. وعمولة محطات 700 ل.ل. لتسلّم الى المستهلك بقيمة 54135 ل.ل. هذا إذا اعتمد سعر المازوت بالاستيراد على أساس 398 دولاراً للطن الواحد

إشارة الى التركيز على الملاحظات التالية:

1- يوفّر مصرف لبنان يومياً حوالى 1.5 مليون دولار في حال اعتمد سعر صرف الدولار 3800 ل.ل. بدل 1515

2- في حال رفع الدعم يوفّر مصرف لبنان يومياً 3.5 مليون دولار من احتياطه

لذا وبدراسة موضوعية، نجد أنه بات من الضروري إلغاء الضرائب والرسوم على مادة البنزين، وبالتالي رفع الدعم عن هذه المادة، وتخصيص المبالغ الموفّرة لدعم الدواء والطحين، وهذا يصيب أكثر من عصفور بحجر واحد، فهو أولاً يلغي النزيف الحاصل من العملات الاجنبية الصعبة لدى مصرف لبنان، وثانياً فإنه يلغي التهريب الحاصل حالياً وثالثاً، فإنه سيؤمن استمرارية تأمين المحروقات للمحطات بصورة دائمة