الفراغ الرئاسي ليس هو الازمة ! / الشراع 23 اذار 2023

الشراع 23 اذار 2023

مع حتمية انتخاب رئيس للجمهورية وضرورتها واكتمال نهج العملية الدستورية ، والتوازن الطائفي ، وطبيعة وجود رأس للدولة … إلا ان الفراغ الرئاسي ليس هو سبب الازمة ، ولن يكون انتخاب اي رئيس هو حل للازمة او بدايته !!
المأساة التي يعاني منها لبنان بدأت بشكلها الكارثي مع جريمة انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية ، وهو لا يملك من مؤهلات الرئاسة، بل ولا حتى العمل السياسي الوطني ،إلا شبقه ليكون رئيساً وبأي ثمن ، وهو الذي بدأ حضوره العسكري بإرتكابه مجازر لا حصر لها بحق الشعب اللبناني ، من صيدا الى سوق الغرب الى بيروت وحيث تطال قذائف المدفعية التي تحت امرته واليرزة وقصر بعبدا قبل وبعد انتخابه رئيسا للجمهورية . وما قدم خلال كل هيجان شبقه للرئاسة رداً واحداً على السؤال الذي وجهناه وغيرنا اليه : لماذا اردت ان تكون رئيسًا للجمهورية ؟
لذا
كان الفراغ الرئاسي ارحم
كان الفراغ الرئاسي اسلم
كان الفراغ الرئاسي من دون ميشال عون ، بوابة أمل لأن يأتي اي سياسي الى رئاسة الجمهورية إلا هذا المخلوق !!
جاء ميشال عون رئيساً للجمهورية فماذا فعل ؟ هو بنفسه اعترف امام الدنيا كلها ، انه اوصل لبنان بمن وما فيه الى جهنم ( وبالصوت والصورة اعترف وما رف له جفن ، ولعل كلامه هنا هو الكلام الصادق الوحيد الذي تلفظ فيه طيلة حياته العسكرية والسياسية )
اذن
وحتى لا تتكرر تجربة او كارثة ميشال عون ، يجب التروي في اختيار رئيس ليس عنده من جينات عون خلية او عصب او نقطة دم او اي شبه ثقافي او سياسي او عصبي او جموح او طموح او شبق الى السلطة وبأي ثمن
فهل بين المرشحين او المتنطحين للترشيح لرئاسة الجمهورية من يقدر على اخراج لبنان بمن وما فيه من جحيم هذا المخلوق ؟
قبل ان يتوفر هذا المرشح فليكن الفراغ الرئاسي ، فما كان يوماً هو الازمة ، بل هو تعبير عنها ! لماذا؟
لأن العصابة المتسلطة على لبنان الوطن واللبنانيين المواطنين ما تعلمت اي درس من الكارثة التي اوصلت لبنان اليها قبل عون وبعده ومنذ ثلاثين سنة وبضع سنة حتى الآن ، وهي لم ولن ولا تريد ان تتعلم إلا المزيد من نهب الوطن وخيراته ، فإذا ضمرت موارد البر ها هي تمد ألسنة قادتها الى موارد البحر كالكلاب التي تلهث وفق نظرية بافلوف .. وهي مستعدة لأن تأتي برئيس يشاركها صفاتها بالمحاصصة ، وتوزيع كعكة النفط والغاز كما تحاصصت النفايات والقاذورات والطاقة والمالية والسدود وكل ما يدر مالاً على قادة العصابة.
لا تستعجلوا المجىء برئيس أي رئيس ! وابحثوا عن شخص بقماشة فؤاد شهاب او الياس سركيس او نسيب لحود او سليم الحص .. والبلد لم ولن يخلو ا من وجود هذه القامات ، ولا تقبلوا اي مخلوق من هذه المافيا الحاكمة…فالفراغ سيكون ارحم
الفراغ سيكون اسلم من ان تأتي هذه المافيا بواحد منها

مجلة الشراع