قوات ردع عربية في سورية؟ / كتب حسن صبرا/الشراع

الشراع 23 اذار 2023

لا ، ليست قوات ردع سورية في لبنان ، بل هي قوات ردع عربية في سورية !!

ربما الامر يستدعي وضع علامات استفهام عديدة ، لكننا اذا عرفنا عبر المعلومات التي استقتها الشراع من مصادر عربية مختلفة ، ان حامل هذه الفكرة هو وزير خارجية الاردن ايمن الصفدي الى بشار الاسد مؤخراً ..سنفكر في الامر بجدية .

لماذا ؟

لأن ثقافة الدبلوماسية الاردنية كانت تاريخياً جدية ومتزنة ، ولا يمكن لرئيس الدبلوماسية الاردنية الراسخة في الجدية ان ترتجل في امر كهذا من دون درس معطياتها الواعدة واهمها :

ان الاردن لن يقدم على خطوة كهذه من دون دراستها بعمق داخل القصر الملكي الاردني .. الذي لا يسمح بنقلها الى بشار الاسد من دون معرفة مسبقة بتقبلها من جانب المعنيين العرب والاجانب:

من مصر ومن السعودية والدول التي ستشارك بقواتها في هذه المسؤولية
ثم تقبلها من المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي ثم روسيا الاتحادية .

ولا احد ينكر ان الموافقة الايرانية ضرورية…ومركز القوة الاساسي في الداخل السوري اي ماهر الاسد يجب ان يكون غير معترض.

لكننا ننطلق من معطى اساسي ، هو ان ايران بعد اتفاقها مع السعودية باتت اكثر مرونة في التعاطي مع الشأن السوري .. هذا اولاً

وثانيا ان طهران باتت حقيقة سورية

يستحيل تجاوزها لإعتبارات متعددة ومنها :
ان لطهران داخل النظام السوري وهو في جميع الحالات نظام امني حضور راسخ باكثر مما يعتقده كثيرون
ثم ان لطهران حضور ديموغرافي حقيقي عبر شيعة العراق وافغانستان وباكستان ، وحضور شعبي واسع من خلال حزب الله اللبناني والسوري وحملة التشييع الواسعة ومراكز التعبئة والثقافة الشيعية
ثم ان طهران باتت حقيقة روسية في سورية ماعاد بإمكان فلاديمير بوتين الذي يحتل سورية ( ضمن احتلالات خمسة على الاقل ) ان يتجاهلها وهي باتت حقيقة روسية ايضاً بالاسلحة الايرانية ، وعلى رأسها المسيرات التي تؤدي دورها في خدمة الامن الروسي والاحتلال الروسي لأوكرانيا ،
وقد نجحت ايران في جعل سورية مركز تجمع مصلحي بينها وبين روسيا ، من دون ان ننسى ان اللواء قاسم سليماني كان يعتبر دعوته بوتين للمجيء الى سورية بدءاً من 30/9/2015 احدى انجازاته بتثبيت بشار الاسد في السلطة ، بعد ان كان بقي على قدرته على البقاء في دمشق عشرة ايام فقط على حد قول وزير خارجية بوتين سيرجي لافروف .!

وربما تعلم استخبارات إسرائيل والغرب ان ايران ترسل اسلحة عبر قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري العلوي الى روسيا لاستخدامها في اوكرانيا
لكل هذه الاعتبارات تبدو موافقة ايران على دخول قوات عربية الى سورية ضرورية وحاسمة !

نترك لتداعيات الاتفاق الايراني-السعودي على سورية ان تفعل فعلها ، هذا اذا وافقت طهران على ان يمتد تفاهمها مع الرياض الى مناطق نفوذها الراسخة (اليمن . العراق . سورية . ولبنان . تاركة البحرين مثلاً للسعودية ! )

  من اين القوات العربية الى سورية ؟
مصدر عربي مطلع اكد للشراع ان القوات العربية ستنتشر في مساحتين جوهريتين في الاراضي السورية :

المساحة الاولى في جنوبي سورية حيث مهد الثورة ضد آل الاسد ، وعلى حدود سورية مع الاردن ومع فلسطين المحتلة، والمقترح هو :

١-نشر قوات مصرية ، مغربية ، سودانية واماراتية ( لاحظوا انهاكلها قوات من دول اقامت علاقات بدرجات مختلفة مع العدو الصهيوني
مهمة هذه القوات وفق المصدر العربي مزدوجة:
فمن جهة هي قوات لمنع عبور قوات مقاومة الى فلسطين المحتلة لمجابهة العدو الصهيوني.. وهذا شرط جوهري لتوافق إسرائيل على نشر قوات عربية على حدود الكيان الصهيونى
ومن جهة اخرى هي قوات لمنع التهريب للمخدرات المصنع في اماكن كلها تحت سيطرة الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الاسد ، وهي تنتج المخدرات وتهربه الى دول الخليج العربي عبر الاردن ، ليشكل بيعه مصدر تمويل اساسي لجماعات آل الاسد .

٢- قوات مصرية وجزائرية وسودانية تنتشر في الشمال السوري عند الحدود مع تركيا وفي مناطق سيطرة الجماعات المسلحة المتمسلمة
وهذا الانتشار يحتاج لموافقات تركية بالدرجة الاولى ، كما اميركا !
تجربة لبنان الساخرة

  • عندما عرضت الشراع معلومات المصدر العربي حول نشر هذه القوات على دبلوماسي عربي ضحك وقال:

هل تذكرون ما الذي حصل مع القوات العربية غير السورية التي اقرت قمة القاهرة نشرها في لبنان تحت اسم قوات الردع العربية ؟

هل تذكرون كيف عمدت استخبارات حافظ الاسد الى افتعال اشتباكات مع هذه القوات لتسحبها دولها ؟

هل بقيت قوات سودانية او اماراتية او سعودية او يمنية …؟

الم تهرب كلها لتترك القوات السورية التي تحولت من قوات ردع عربية الى قوات احتلال سورية ؟

كان جوابنا:

ان حافظ الاسد احتل لبنان بتفويض اميركي وموافقة صهيونية وتسليم عربي ( عدا العراق الذي دخل بعد اربع سنوات في حرب لثماني سنوات مع ايران )
واذا دخلت قوات عربية الى سورية فلن يتم الدخول قبل موافقة اميركية – روسية – إسرائيلية

هل عدنا الى الحاجة لترجمة خطة هذا الثلاثي التي وضعت في القدس عام 2018؟

راقبوا الحركة الاماراتية مع بشار الاسد بعد علاقات ابو ظبي مع الكيان الصهيوني وانتظروا النتائج ..

وتحسبوا لحركة الامارات وهل يمكن ان تتحرك من دون ضوء اخضر صهيوني – اميركي ؟

  • في الحلقة الثانية نحاول شرح الدور الاماراتي مع بشار والهدف منه

مجلة الشراع