عون لم ينجح ضد ميقاتي في الجزائر كما فعل مع الحريري في واشنطن!/ الشراع 2 تشرين ثاني 2022

الشراع 2 تشرين ثاني 2022

هل تذكرون عندما قطع ميشال عون ، بطاقة سفر “وان واي “لسعد الحريري عام 2010 , عندما كان رئيسا ًللحكومة خلال زيارته لباراك اوباما في البيت الابيض ، الذي دخله رئيساً للحكومة ، وخرج منها مقالاً لا مستقيلاً ؟
جاء بعده نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة ، الذي تعرض لحملة عشوائية لقبوله المنصب خلفاً للحريري ، لكنه اثبت وطنيته وثباته ، على المواقف التي كانت عليها حكومة الحريري ، وترك من يومها غصة في نفس النائب عون ، لم يظهرها حتى لا يظهر ندماً على استبدال الحريري بميقاتي .
ميشال عون الرئيس في لحظاته الاخيرة ، وقبل ان يرحل ، لعبها مرة ثانية ، انما مع ميقاتي نفسه قبل سفره الى الجزائر ، لكأنه مكتوب على عون ان ينتقم من الوطنيين في البلد ، وهم في سفر او على اهبة سفر لتمثيل لبنان في اهم عاصمة في العالم وهي واشنطن ، وفي اهم تجمع عربي وهي قمة الجزائر .. فوقع لزوم ما لا يلزم مرسوماً مكتوباً بالحبر السري ،بقبول استقالة الحكومة ، وفي وهمه ان توقيعه سيلغي تكليف ميقاتي بتشكيل حكومة . . او يلغي عنه صفة الرئيس المكلف ! متوهماً امكانية تعميم الفراغ في رئاسة الجمهورية ، ثم في رئاسة الحكومة!!
مسكين ميشال عون .. وهو يريد الفراغ في السلطة التنفيذية ، تاركاً لغريمه الاشرس نبيه بري فرصة ملء الفراغ التنفيذي … انه ارذل العمر
ميقاتي حمل لبنان كله الى ابرز واوسع تجمع عربي، والعرب استقبلوه ممثلاً اوحداً للبنان ، فهل يقدر عون وصهره الصغير ان العرب افتقدوا التمثيل المسيحي الوحيد بينهم بسبب لهاثه خلف توريث هذا الصهر ، عل لهاثه الجديد يوصل الصهر الى ما يريد ، قياساً باللهاث السابق ؟ وهذا هو سبب الفراغ الرئاسي وغياب الرئيس المسيحي الوحيد عن قمة العرب .. فهل يعاقب المسيحيون هذا الشخص على تغييبهم عن اهم محفل قيادي عربي ؟
عانى ميقاتي مع عون ما عاناه الحريري من قبله ، وهو يعلم ان عون حرض النواب على عدم ترشيح الحريري لتشكيل حكومة ، فلما حصل الحريري على اغلبية في التكليف ، منعه عون من التأليف ، وحاول الامر نفسه مع ميقاتي ، لكن ابو ماهر كان طويل البال طويل الباع ،في التعامل مع الثمانيني وصهره الصغير ، ففوت عليهما فرصة المرجحة “روح روح تعا تعا” ، فرمى القفاز في وجهيهما ، تاركاً للبنانيين كلهم مواجهتهما ، وكم كان ميقاتي حاذقاً ، عندما كان يجلس مع قياديي حزب الله الوسطاء ليخرج اللبنانيون بإنطباع حقيقي عن حرص الحزب على تشكيل الحكومة ، التي لم تر النور ، بسبب شروط عون وصهره الصغير المسكوبية . .. نجح ابو ماهر في اقناع اللبنانيين انه مستعجل لتشكيل حكومة تساعد في حل مشاكلهم ، لكن العقدة هي عند عون وصهره ، الذين يريدون قتل العنب وقتل الناطور
غير ان المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد! فغداً مع عودة ميقاتي من الجزائر ، وبدء ممارسة صلاحياته كرئيس حكومة تصريف اعمال ، ستبدأ منازلة جديدة من عون وصهره الصغير ،ضد هذه الحكومة ، بدءاً من شرذمتها ، الى التشكيك بقانونيتها وصولاً الى بيت القصيد وهو النفقات التي يتوجب على الحكومة العتيدة القيام بها ( هل نذكركم مرة جديدة بحكومتي عون نفسه والرئيس سليم الحص ؟) وحتمية حاجة عون وصهره الى حاكم مصرف لبنان ، اللذين حاولا مع قاضية التيار غادة عون كل الوسائل للتشهير به ، وما ولن ينجحا ..
غداً سيلهث عون وصهره الصغير من جديد نحو رياض سلامة ، للحصول على نفقات لوزارات يخضع وزراءها لهما ، سيحتاجان سلامة ، ولن يحتاجهما سلامة ابداً… ودعونا نذكركم ، بأن عون وصهره الصغير، وافقا على التمديد لسلامة في حاكمية مصرف لبنان ، بعد ان حصلا على امتياز ادخال سيدرس بنك المملوك لأحد العونيين ، ضمن قائمة الهندسات المالية ليحقق هذا البنك ، في ضربة واحدة ارباحاً قدرت يومها بأربعين مليون دولار اميركي !!!
ميشال عون خارج قصر بعبدا هو نفسه خارجه مثلما كان وهو يحتله …غير ان العونية في طريقها الى الإنقراض وما كان لها ان تنقرض لولا ان جاء عون رئيسًا على اللبنانيين وفرض هو صهره الصغير رئيساً على العونيين .. وكان الله في عون اللبنانيين على ما تبقى من …

احمد خالد

مجلةالشراع