مناظرة بين مرشحين لرئاسة جمهورية فرنسا -2022-/ بقلم الدكتور أحمد عياش/ الشراع
مناظرة بين مرشحين لرئاسة جمهورية فرنسا -2022-/ بقلم الدكتور أحمد عياش
طبيب نفسي واجتماعي
الشراع 20 نيسان 2022
من المشاهد الديمقراطية المستحب متابعتها لقاء او المناظرة بين المرشحين لرئاسة جمهورية فرنسا والولايات المتحدة الأميركية لأن الناخب المستقلّ المتردد يحسم خياراته في الساعات الاخيرة وفق تأثير المرشحين عليه عبر الشكل والايحاء وجوهر الكلام والاهمّ من كل ذلك ،من يقدّم نفسه كشخصية موثوق بها لخدمة الدولة.
الليلة شاهدنا السيد ايمانويل ماكرون الآتي من طيف اليمين ومن ظلال حكم المصارف والسيدة مارين لوبين الآتية من أب ومن تنظيم يميني قومي شوفيني متطرّف المختلفان اولاً حول الاتحاد الاوروبي وعضوية فرنسا في الحلف العسكري الاطلسي عدا عن خلافهما حول نظام التقاعد وسياسة الهجرة المتبعة منذ سنوات طويلة.
حول القوة الشرائية بدى ماكرون كمن يتهم ويعاتب لوبين لعدم تصويتها في البرلمان لتثبيت الاسعار بدل تذبذبها فأجابته بضعف انها تودّ قلب المنظومة كلها متهمة اياه بزيادة الضرائب متسببا بالتضخم الاقتصادي.
تمكن ماكرون في هذا الملف والذي هو اختصاصه ان يبدو متفوقا ومقنعا اكثر.
في الملف الدولي اوضح ماكرون ان روسيا ستشن هجوما في شرق اوكرانيا وان الموقف هو دعم اوكرانيا للدفاع عن نفسها مذكرا انه دعم تمويل القوة العسكرية الفرنسية بينما ادعت لوبين تضامنها مع الشعب الاوكراني و وافقت ماكرون بما فعله كدعم انما تجد ان ذلك لا يعني وجوب دخول الحرب الا ان ماكرون ذكٌرها بانفعال انها اعترفت بضم القرم الى روسيا سنة 2014 واتهمها بالارتباط مع الروس لا بل اتهمها بالاستفادة من قرض من مصرف روسي سنة 2015 فردت بان معلوماته خاطئة من مخابراته وان ما من مصرف فرنسي عرض عليها قرضا و ذكرته انه استضاف الرئيس بوتين فأجابها بأنه مصرفي وانها لغاية الان لم تسدد القرض فجاوبته ان حزبها حزب فقير.
في هذا الملف بدا الاثنان كأنهما يتباريان بملاكمة مملة ولو ان ماكرون حاول ان يبدو كأنه اكثر وطنية وشوفينية من لوبين.
ميّزت لوبين بين السيادة الاوروبية والسيادة الفرنسية وانها مع اصلاح اوروبي في الاتحاد وانها تفضل تقدم المصالح الوطنية على مصالح الاوروبيين و وجوب الاتحاد احترام الامم وعدم اعطاء الاولوية للعمال غير الفرنسيين فبادرها ماكرون باتهامها بنواياها وبمراوغتها للخروج من الاتحاد الاوروبي مع طموح لتقزيم فرنسا .