صفقة الأوهام

صفقة الأوهام
——؛——-
بسُمْرِ القَنَا وَالمُرْهفَات ِالقَوَاضِبِ
بِخَوْض ِالمَنَايَا وَامْتِطَاءِ النَّوَائِبِ

بِدَمْعِ اليَتَامَى وَاسْتِبَاحَةِ قُدْسِنَا
وَرَفْضِ التَّجَنِي وَانْتِحَابِ الكَوَاعِبِ

إذا السَّيْفُ بِالعَزْمِ المَتِينِ شَهَرْتَهُ
أرَاقَ الدِّمَا والدَّمْعَ قَبْلَ التَّضَارُبِ

سَقَتْنَا الغَوَادِي مِنْ وَبَالٍ سَحَابَةً
وَقُدْسُ النَّدَى أضْحَتْ دِيَارَ العَنَاكِبِ

وَنَحْنُ صَنَادِيدٌ لَدَى الحَرْبِ إذْ غَدَتْ
نُفَجِّرُ يُنْبُوعَ الدِّمَاءِ السَّوَاكِبِ

فَسَارِعْ لِحَشْوِ القَاذِفَاتِ وَرَمْيِهَا
لِدَكِّ الأَعَادِي وَاقْتِلاَعِ الشَّوَائِبِ

دَعِ القَصْفَ في حَرِّ الوَغَى يَبْلُغِ المَدَى
لِتَقْضِي عَلَى أوْكَارِ شَرِّ العَقَارِبِ

وَمَا النَّصْرُ إلاَّ فِي شَدِيدِ عَزَائِمٍ
وَوَقْفَةُ عِزٍّ فِي شُمُوخِ المَوَاكِبِ

فَكُنْ مِثْلَ لَيْثٍ وَالبَسَالَةُ صُنْوُهُ
دَعِ الجُبْنَ إنَّ الجُبْنَ عَوْنُ المَصَائِبِ

فلاَ يَحْفَلُ الطَّاغُوتُ فِي بُؤسِ شَعْبِنَا
يُرِيدُ لَنَا الإِذْلاَلَ غَيْرَ مُوَارِبِ

كَمَا أرْضُ لُبْنَانَ الأَبِيَةِ قُدْسُنَا
عَصَائِبُ حَقّ تَهْتَدِي بِعَصَائِبِ

أَضَاءَتْ عَلَى الأَقْصَى شُمُوعَ يَقِينِهَا
بُعَيْدَ ظَلاَم ٍمُدْلَهَمِّ الغَيَاهِبِ

طُيُورٌ أبَابِيلٌ فَتَرْمِي حصَاتَهَا
كَمَا انْقَضَّ نَسْرُ الدَّجْنِ فَوْقَ الأَرَانِبِ

رُوَيْدَاً بَنِي صُهْيُون طَالَ ضَلاَلُكُمْ
فَعِيشُوا بِأَوْهَامِ الظُّنُونِ الكَوَاذِبِ

فَإِنَّ أَرَاضِينَا مَقَابِرُ جَيْشِكُمْ
وَمَا فِي أَقَاصِيهَا مَفَرٌّ لِهَارِبِ

سَتَصْلَوْنَ نَارَاً وَالفَنَاءُ مَصِيرُكُمْ
وَيَسْرِي ألَى الأَسْمَاعِ نَوْحُ النَّوَادِبِ

سَنُشْعِلُهَا نارا ليَنْزُو لَهِيبُهَا
عَلَى جَنَبَاتِ القُدْسِ نَزْو الجَنَادِبِ

فلِسْطِينُ أَقْصَانَا وَمَهْدُ مَسِيحِنَا
ولَسْتُمْ إِلَيْهَا مَا حُيِيْتُمْ بِآيِبِ

الشاعر وليدعثمان