رحل البطل.. عدنان الشرقي في ذمة الله / بقلم حسن صبرا/الشراع
مجلة الشراع 1 حزيران 2021
من كان نجماوياً مثلي يجب ان يكون رحيل بطل لبنان والانصار المنافس للنجمة مناسبة تعزية اسرته واصدقائه ومحبيه وناديه … لكن عدنان الشرقي هو صديق شخصي أولاً وبطل لبناني دائماً وعلى الرغم من التباعد القسري بسبب الاعمال والسفر فإن الكابتن عدنان هو الحاضر الاكبر كلما جاء دور الرياضة والكرة المستديرة والبطولات التي حملها الشرقي لكرة القدم اللبنانية
هو عمر يمتد الى اكثر من نصف قرن في العلاقة رياضياً وانسانياً مع الكابتن من مصر عبد الناصر عام 1967 الى شحتول في كسروان في دكان مونة الضيعة حيث العزيزة الراحلة فادية لاحقة برجلها الصديق جورج زيادة ، وفي شحتول كان الاحباء دائماً رهيف علامة وعدنان حرب والكابتن والبطل عدنان الشرقي
لا انسى في مصر وكنت طالباً استعد لإجراء امتحانات الثانوية العامة اي التوجيهية وفي ملعب نادي الزمالك في الجزيرة وكنت والصديق القديم عدنان شجاع بين المتفرجين نتابع اولى مباريات عدنان الشرقي مع النادي العريق ، وكنت اتباهى بين جمهور الزمالك في مدرج الدرجة الثالثة بأن هذا اللاعب اسمه عدنان الشرقي … وبعد دقائق سمعت من احدهم ثناء ً على ادائه وهو يقول : ده مش عدنان الشرقي ،ده عدنان الغربي
.. ولم يستمر الكابتن في مصر اذ داهمها عدوان 67 وتوقف الدوري المصري لكرة القدم وعاد الشرقي الى بيروت
كل الذين يعرفون الكابتن عدنان خصوصاً في الملاعب لاعباً ثم مدرباً يربطون بين عصبيته الحادة وبين شدة اخلاصه لكرة القدم التي تدفعه لأن يطلب الكمال في اللعب واذ يتعذر هذا فإنه يبلغ الذروة في التشدد والعصبية التي يلمسها كل الحضور في صراخه وفي معزوفة الشتائم التي بات الجميع يعرفها على لسانه لتتحول عند كثيرين الى استحضار في اي مناسبة يأتي فيها ذكر البطل
غاب الكابتن عدنان ابن الانصار وقائده ومنتخب لبنان ولاعبه ابن الطريق الجديدة وبيروت الصديق والحبيب وكانت آخر انجازاته التي لم يعشها وهو على فراش المرض الخبيث بطولة لبنان التي اهديت له
فكان الكأس طائراً وقف على احد اغصان عذابه مودعاً