العونية بين صفير والراعي/الشراع
مجلة الشراع 1 آذار 2021
من يذكر كيف اقتحم جماعة عون مقر البطريركية عندما كان البطريرك الراحل الكبير مار نصر الله بطرس صفير راعيها واهانوه وشتموه ووضعوا صورة لميشال عون ليلزموه تقبيلها وشدوه من ملابسه…
سيراجع نفسه منذ شاهد خليفته البطريرك بشارة الراعي يخاطب جمهوراً حشدته القوات اللبنانية ( وغيرها) ليردد شعارات عون نفسها في تلك الايام انما في غياب وتسفيه كل منطق عون الحالي وما تبقى من جمهوره لا يجرؤ على الاقتراب من بكركي او من المنطقة التي انتخبت يوماً ما عون ونوابه واعطته اغلبية نواب الموارنة
اي انقلاب حصل !
حين اعفي البطريرك صفير من مهماته لدواعي صحية ونصائح فاتيكانية وجاء المطران بشارة الراعي بعد جلسات ماراتونية طالت حتى استقر الانتخاب عليه بطريركاً، ليحدث تعديلاً يشبه الانقلاب على مسار صفير حتى قيل ان الاستخبارات السورية ادت دوراً تشهيرياً لابتزاز الراعي لتعديل المسار السابق..
الى هذا الحد كان الانقلاب مرسوماً إعلامياً لتبرير سياسة البطرك الراعي
من يذكر تلك الايام التي كان فيها البطرك الراعي محسوب على حياد مستحيل بين الجمهور الذي يمثله عون وهو الاغلبية المسيحية وجمهور ثورة الارز الذي خسر اغلبية مسيحيته بإنقلاب عون عليه كإنقلاباته الاخرى..
لا شك صدم من حجم الاحتلال المسيحي المعادي لعون حتى النهاية المحتومة الصرح البطريركي، ليس في غياب ابدي لجمهور عون عن هذا الصرح فقط بل للشعارات التي قذفت كلها في وجه عون وفِي فقدان اي حضور ايجابي لعون نفسه واكثر من ذلك ان قسماً من هذا الجمهور الذي ربما كان من معارضي صفير ومن مؤيدي الراعي على سياساته السّابقة اصبح الآن من الذين هتفوا السبت في 27/2/2021 جبران اطلع لبرا!
اي انقلاب حصل في نهج البطرك الراعي
بل اي انقلاب حصل في المزاج الماروني
واي عبء اصبح عون وحضوره وصهره الصغير على من معه
تذكروا من جديد
عندما وقف البطرك المعوشي ضد التجديد لكميل شمعون فشل اهم معبر عن الموارنة في ذلك الزمان وترك السلطة
وعندما وقف البطرك صفير ضد عهد اميل لحود غادر لحود وبقي صفير
وهل ينتظر عون الا مصير من سبقه ممن وقفت البطريركية ضده؟
اي عبء اصبح ميشال عون على من معه وقد انفضت عنه الشرعية الشعبية وخاصمته الشرعية الدينية وحاصرته الشرعية السياسية من ثلاثة ارباع الجهات؟
احمد خالد
مجلة الشراع