مستقبل العمل سيتطلّب هذه المهارات الثماني الجديدة

أثناء انفصالنا عن العالم الخارجي في أعقاب الجائحة المستجدة، تغيّر العالم إلى حدٍ كبيرٍ، و#مستقبل العمل بات في انتظارنا. فالعودة إلى العمل لن تكون كما كانت عليه على الإطلاق، بل ستكون لعبة جديدة. وعليه، سيتطلّب النجاح في المستقبل #مهارات جديدة.

وجدت دراسة أجرتها شركة “مونستر” أنّ نسبة 82 في المئة من الشركات تخطط للتوظيف في العام الجديد. وحتماً، هذه أخبار جيّدة لحياة الأفراد المهنيّة ولاغتنام الفرص المتاحة. ولكن في الحقيقة، سيحتاج الموظف أيضاً إلى مهارات مختلفة عن تلك التي اكتسبها سابقاً.

وإليكم المهارات الجديدة التي سيحتاجها الموظفون للتعلّم والنمو والاستمرار مع مرور الزمن، وفقاً لموقع “فوربس”:

من أهم المهارات التي يجب أن يكتسبها الموظف هي القدرة على التعامل مع الغموض وتقبّله. عادةً ما يحدث التغيير مع زيادة وتيرة السرعة، ما يشير بدوره إلى أنّ عدم اليقين سيصبح القاعدة.

في الواقع، عندما تتحرّك الأشياء بشكل أسرع، يكون لدى الفرد وقت أقل للتوقف والتقييم والتحليل، إذ يكون لديه نظرة محدودة أكثر لما هو آت.

وفي الوقت نفسه، أثبت علم الدماغ أن أكثر الأشياء التي نرغب فيها هو اليقين ونتجنّب الغموض. إلاّ أنّ مع مستقبل العمل الجديد، يجب التغلّب على الغريزة الطبيعية للوضوح والاطمئنان، والاعتياد على عدم معرفة ما هو آت واتخاذ قرارات سليمة والمضي قدماً بثقة، حتى في حال الافتقار للمعلومات الكاملة.

في خضمّ الغموض، الفضول والسعي الجامح للمعرفة هما الأساس اليوم. كلّما كان الموظف ملماً بمجموعة متنوعة من المواضيع، تزيد قدرته على ربط النقاط ببعضها.

يُعد الانفتاح والرغبة في التعلم أمراً جيداً، ولكن سيحتاج الموظف إلى الشغف لتعلم وفهم ومعرفة المزيد من المواضيع المختلفة. لن تكون المهارة مجرّد فضول عام حول مجال ضيّق من الخبرة، بل ستكون اهتماماً واسعاً بمجموعة متنوعة من المواضيع والمجالات والمحاور.

توضّح البيانات أن الأشخاص أقل ثقة في الذين يتمتعون بآراء مختلفة. إلاّ أنّ مجموعة المهارات الجديدةستشمل البحث عن آراء متنوعة والتعلّم من التجارب المتنوعة.

سيتطلب المستقبل الانفتاح والقدرة على الانخراط في الحوار المدني والتسوية. في الحقيقة، لن يكون الفرد قادراً على التقدم في حياته المهنية إذا تمسّك بوجهة نظره فحسب. فتحقيق أفضل نجاح ممكن، لا يأتي إلاّ من القدرة على الاستماع والمشاركة والتعلم.

يُعد فهم الاحتياجات المتغيّرة للسوق والفهم العميق لاحتياجات المستخدم والتعاطف معها هو دعم أساسي للاختراع،. تتضمن مجموعة المهارات فهماً شاملاً للظروف والتحديات التي تولّدها، ما يتيح للموظف رؤية فرص جديدة.

وبعد ذلك، يتعلق الأمر باتخاذ المخاطر المناسبة وتقديم قيمة جديدة للسوق. إذ ستكون هذه الأمور حاسمة في تمهيد الطريق إلى المستقبل.

ترتبط المرونة ارتباطاً وثيقاً بريادة الأعمال. مع العلم أن البشر قادرون على التكيّف بسرعة، إلاّ أنّ احتضان التحوّلات والمضي قدماً سيتطلّب كفاءات جديدة.

تتطلب مهارة الصمود، البقاء على دراية بالمعلومات الجديدة أولاً ومن ثم فهمها وأخيراً إعادة اختراع وابتكار وحل المشاكل. إذ سيكون العثور على مناهج جديدة والمرونة بناءً على الرؤية، أساسياً للنجاح.

تعد قدرة الإيمان بمستقبل إيجابي والتركيز على احتمالات، جزء لا يتجزأ من التقدّم إلى الأمام.

تعتبر مهارات القدرة على تصوّر وتوقع ما يمكن أن يحدث في المستقبل، أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على التحفيز والإلهام والاندفاع لخلق بدايات جديدة.

لطالما كان النجاح مرتبطاً بشبكة الفرد الخاصة، ولكن تحقيق إنجازات في المستقبل سيعتمد أكثر على قوّة العلاقات.

سيكون رأس المال الاجتماعي الخاص بالفرد وعلاقاته الأولية والثانوية والثلاثية بمثابة شبكات أساسية لتزويده بالتعلّم الجديد والوصول إلى فرص جديدة وإلى الدعم الاجتماعي.

ستكمُن المهارة الجديدة في القدرة على بناء علاقة بسرعة ومن مسافة بعيدة أيضاً. ونظراً لأن السمات المميزة للمستقبل ستتضمن السرعة والغموض، فلن يتمكن الفرد من بناء علاقات ببطء عبر دعوات العشاء والإطالة في وقت التعارف.

على الأرجح، ستنشأ العلاقات في أوقات قصيرة وفي بعض الأحيان افتراضيًا. وفي الواقع، فإن مهارة بناء الثقة والصداقة والصلات مع الآخرين ستفصل بين من ينجح ومن لا ينجح.

تتطلب مهارة المستقبل القدرة على تحقيق الأهداف وحشد الدعم واستثمار الوقت وبذل الجهد. في الحقيقة، فإنّ مستقبل العمل لن يشمل هؤلاء الذين يجلسون على الهامش.

تعتبر كفاءات الأمس نقطة انطلاق، لكن نجاح الغد سيتطلب مهارات أكثر ومختلفة. جميعنا نحتاج إلى بناء مواهب قد لا نملكها بالفعل لاحتضان مستقبل العمل الجديد.