فراغ شيعي!!؟ / بقلم حسن صبرا/ الشراع

الشراع 11 تموز 2023

انه عنوان مستفز وغير واقعي، في نظر كثيرين،  لذا نسارع الى شرحه:

اذا حسبت عدد المرشحين المعروفين والمستترين  لشغل منصب رئيس الجمهورية من الشخصيات المارونية لأحصيت اكثر من عشر شخصيات… كثير منها مؤهل
واذا احصيت عدد المرشحين لشغل منصب رئيس حكومة ،ستجد  ايضاً اكثر من عشر شخصيات سنية مؤهل كل منها لهذه المسؤولية بدرجات مختلفة

اما عند الحديث عمن سيأتي بعد نبيه بري في منصب رئيس مجلس النواب الشيعي … فلن تجد من يجرؤ على الإقدام على الرغم من وجود نواب كثر من الشيعة موزعين بين حركة امل وحزب الله ونائب واحد مخبر عند استخبارات الاسد في سورية..

عند الموارنة هناك قائد الجيش العماد جوزيف عون، وهو يرشحه كثيرون ولا يعلن موقفاً من الترشح حتى الآن
وهناك زياد بارود ونعمة فرام وناجي البستاني ووديع الخازن ومروان شربل فضلاً عن سليمان فرنجية وميشال معوض وجهاد ازعور وتاصيف حتي …

عند السنة هنآك دائمآ سعد الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام وامين سلام وسمير حمود ونواف سلام … وآخرين
لكن الشيعة وقفوا عند نبيه بري منذ 31 سنة وما جرؤ احد على التقدم … والوحيد الذي يملك القدرة على ضخ اسماء ملتزمة وجاهزة لرئاسة مجلس النواب ، هو حزب الله لكنه لن يقدم حالياً مثلما لم يقدم منذ ثلاثة عقود ( كان بإمكان الرئيس المظلوم رفيق الحريرى ان يطرح اسم واحد من   النواب الشيعة السابقين مثل د. محمود عواد وباسم السبع وغازي يوسف وربما عبد الله الامين ومحسن دلول وطبعاً بالاتفاق مع حافظ الاسد ..
، لكنه لم يقدم ، وهو ما كان ليقدم على الاقل من هذا بكثير،  حتى لا يثير عواصف لا تنتهي في وجهه )
حزب الله لا يقدم ولسان حاله يقول:

دعوا نبيه بري يسقط وحده  ككوز التين المحنن
وفي تعبير آخر يستعير  حزب الله مقولة نبيه بري نفسه عندما جاءه المفتي المظلوم الشيخ حسن خالد بعد 6 شباط 1984 يطلب منه تولي امن بيروت
ماذا قال بري يومها : مولانا ارجو الا ترمي علي هذا القميص الوسخ ، ( بعد ذلك لبس بري ووليد جنبلاط اوسخ القمصان وتسلطوا على بيروت واهلها واذاقوهم المر من اكواعهم )
كان يمكن لحزب الله ان يؤيد اللواء عباس ابراهيم لرئاسة المجلس النيابي ، بترشيحه عن اي مقعد شيعي ليدخل مجلس النواب اولاً للعبور الى رئاسته ، لكنه كان ومازال على نظرية كوز التين المحنن

ولا نكشف سراً

اذا قلنا ان جبران باسيل عرض على ابراهيم ان يترشح على احد المقاعد الشيعية في جبيل ، ليدخل المجلس ويؤمن له اصوات الاغلبية المسيحية والسنية ليتخلص من رئاسة بري الابدية للمجلس ، لكن اللواء ابراهيم كان وما زال اذكى من ان يغامر بهذه المقامرة في حياة بري ، فهو كان يمكن ان يصبح رئيسًا لمجلس النواب ، لكنه لن يستطيع العودة الى قريته في الجنوب ، مثلما عليه ان يغير مكان سكنه قرب القصر الذي بناه نبيه بري في الجناح مقابل فندق سمرلاند سابقاً
والجميع يعرف ان السيدحسن  نصر ارسل الى بري طالباً التمديد للواء ابراهيم في مديرية الامن العام ، لكن بري وافق على اعادة المديرية العامة للامن العام الى ماروني على ان يمدد لشيعي اسمه عباس ابراهيم فيها ( البعض يعتبر ان بري برر تسليم ماروني الامن العام خلفاً لشيعي ، تمهيداً لتسليم حاكمية مصرف لبنان بالوكالة لشيعي هو وسيم منصوري خلفاً لرياض سلامة الماروني !!!)

اما الشخص الثاني الذي كان بري يخشى ان يكون مهيئاً كي يصبح رئيسًا لمجلس النواب فهو النائب السابق ياسين جابر ، وقد قطع بري الطريق عليه ليصل الى مجلس النواب ، حين استدعاه ليبلغه انه يريده وزيرا للمالية في حكومة ما بعد الانتخابات النيابية في ايار 2022   لذا فلن تكون في لائحتي النيابية هذه المرة
وهكذا خرج ياسين جابر من النيابة ولم يدخل الوزارة !

لماذا؟

لأن نبيه بري استشعر خطراً من ان يرثه جابر في رئاسة المجلس!

وسبب الفراغ الشيعي ان نبيه بري يريد مغادرة الدنيا وهو رئيس مجلس النواب
وهو نبيه بري يدرك ان حركته امل ستعيش فراغاً اقسى من بعده ، لماذا اقسى؟  لأن الصراع يستعر داخلها بين قادة ميليشياته في الجنوب تحديداً ، وكل يسعى ويدعي وصلاً بالكرسي الثاني ، وقادة ميليشياته على طريقته يختصر كل واحد منهم  الشيعة كلهم في شخصه

ويسجل لبري انه لم يطلق السباق بعد لتوريث احد ابنائه للحركة مثلما فعل وليد جنبلاط في حزبه ” الاشتراكي ” ( ألم يورث زعيم كوريا الشمالية الشيوعي جداً نجله ثم جاء حفيده ؟)

وقبله فعل امين الجميل في حزب الكتائب بتوريث نجله سامي ؟ وماذا يكون هؤلاء امام توريث امين عام حزب البعث العربي

الاشتراكي حافظ الاسد ولده باسل في حياته فلما قتل باسل جاء ببشار فكان دمار سورية من تاريخه ؟)

هل كنا على حق ونحن نتحدث عن فراغ شيعي ؟
امراً واحداً نستطيع ان نقوله : الإتكال على الله

مجلة الشراع