عشرون مضت… ٦/آب/٢٠٠٠– ٦/آب/2020

… عشرون مضت…
٦/آب/٢٠٠٠– ٦/آب/2020
عشرون مضت وأنت سيدي ملء المكان وملء الزمان.
عشرون وكم في العمر من عشرين؟؟؟
غير أن موكبك الحائر بين الحضور والغياب في معادلة نادرة وأنت فيها الحكم والحاكم ، وانت فيها النصح والناصح، وأنت فيها العلم و المعلم موكب انطلق عبر قافلة يممت وجهها شطر مهجع الطبق الأخضر وحرار الحروف ترشح شهد زنابق الرؤيا السديدة والاجتهاد المطلوب لمواكبة العصر ليس من بدعة و ابتداع وإنما من كشف ستار المعرفة في الكتاب الكريم المسطور من نور الى نور، مواكبة منذ التنزيل الأول حتى يستره الله تبارك وتعالى أمانة إنتهاء تجربة الحياة .
فمرحى لمسكن الأنفس الميمونة الطاهرة وراء برزخ لا يبغى إلا يطغى ماي ابتعاد مشروط وانتظار مرتقب.
ومازال صوتك الأنيق المتألق من حدائق فن التربية الى إمتشاق سنابل الرتب الى إنتهاء السطر والمقال لتقف وراء تشييع مهيب عشرات المؤلفات تستمطر عليه شآبيب الرحمات المباركات، ومنهجك اليومي على مدار الفصول يُعمل به في البيت والعمل في الحِلّ والترحال في الغدوّ والآصال ومازال عنق الياسمين يتجدد بالسكن بين أطياف ثولك الباقي كرمز وتذكار على شرانق من ديباج أيها الحاضر رغم قسوة العشرين أملت عليّ الخضوع لجردة حساب سنوية أقدمها بين يديك كطالبة لا تزال تشعر بازدياد وتيرة النبض الطارق في الصدر، الذي تربى في صدارة أبوتك الودودة. وكانت أميرة البيت تسعى على قدر قوتها وحنانها أن تملأ بعض الحنين المتفلِّت عن صهوة جوادك حتى قاربت قوله تعالی: ” علی سُرُرٍ متقابلين” في وجه العصف والنوازع فكان حضورك في قربها أقرب إليّ من حبل الوريد ك ، فطابت أوقاتكما خارج دائرة الزمن حيث لاوصب ولا کمد ولا قلق.
یا سيدي في العشرين من عروج نفسك إلى علياء حاولت قدر استطاعتي أن أكون فخورة بحمل المشعل الميمون فما مات إلا نعياً من كان اسمه دائم المسار مع عروق الحياة ، وكانت في محطات هي حلمك ووصيتها ، عملت على ترجمة نواحٍ هامة من حياة مدينتك وعاداتها فكانت “مقتنيات بنت البلد ” ملء رمضان الذي ودعنا منذ أشهر قليلة وطافت المقتنيات شجواً و صدحاً بين بيوت مازات تستذكر وبيوت عرفت المعلومة من تواتر ومن إفصاح عنها ومازلت سيدي أوقع بين الحين والآخر مقالات في موقعي الجديد في عالم التواصل الحديث الذي اقتحم كل حياتنا وكان لي فخر الحديث بتوقيع كتابي في معرض الكتاب و كم أحست بك وبها من وراء حجبٍ لم ترهقني تصفقان زهواً.
وحتى لا يأخذني العجب صممت أن لا راحة لي الاّ باكتمال دورة القمر عملاً جدیداً واستعداداً لتوقيع آخر ولبرنامج أحوج ما تكون إليه مجتمعاتنا قبل أن تغزوها تواريخ مستنفزة الصحة إلى تأريخ فيه الحق والحقيقة ، أقدم كشف حسابي وأرجو النجاح في معارج مدرستك الرائدة.
أيها السيّد العالِم ، أيها الأب الكبير في مساحات علمك وعملك وعدي لك طالما ينبض فيني خفق أن تبقى الشعلة مضاءة وضاءة
وسلام الله عليك في العشرين من رحيلك وحضورك الآثر ، وكم يطيب لي وأنا في كل صرح من صروح نجاحي أن أسمع من أبناء الدنيا المديح والثناء فأفخر وأفاخر ، أنني إبنة ذلك الرجل الذي طبع الحضور في يومياتنا.
سلام الله عليك حتى ألقاك، وإني لأرجو الله الرحمن الرحيم أن أبقى في لوحة الفائزين في كل عمل أنت زرعته في عقلی ففاض قمحه على سواقي وبيادر ومطاحن لتكون خبزي اليومي.
فمن سار على درب العلماء لا تصيبه مسغبة ولا مجاعة أدبية .
وطبت وطاب مقامك وسلام الله عليك عند کل نفس وطرف و إجتهاد وجد.
إبنتك
فلك مصطفى الرافعي