مقالات خاصة

جرائم ….. الشرف

جرائم ….. الشرف

تم نشرها في جريد البيان ١٣_١١_٢٠١٩

فلك مصطفى الرافعي

كانت جريمة الشرف في الذاكرة الشرقية تلك التي تحصل إنتقاماً إثر إكتشاف خيانة متأكدة لدرجة أن القانون لوقت قريب كان يحمي المنتقم بتقليص العقوبة لأنها تمت تحت وطأة الشرف والكرامة وتلك التي إرتكبت فور الكشف عنها وليس بعد فترة ولو قصيرة لدخول عنصر التخطيط بعد إمتصاص مرارة المشهد الجارح . وكثيراً ما كانت جرائم الشرف تأخذ منحى آخر لتبقى ضمن دائرة الثأر وشرف القبيلة أو العائلة فيتم إختيار الكفاءة ليقع الثأر على أفضل شخصية من المقلب الآخر ليكون موجعاً أكثر، حتى صارت جريمة الشرف تندرج تحت مسميات لا علاقة لها بالشرف كأن يقتل الدائن المدين لتلكؤ أو إمتناع عن تسديد الدين بينما الشرع الحنيف حدد” أن من قُتل دون ماله فهو شهيد ” ، وليس من قتل من أجل إسترداده بشتى الوسائل عارضاً القوانين على صنمية الجدران والجهالة ، فكم من خطايا ترتكب بحق الشرف حين يلجأ البعض وتسوّل له نفسه أن ينتقم إلى حد القتل لأفضلية المرور في إزدحام الشوارع ، أن يتلاسن المرء مع من يعتقد أنه لا يراعي قواعد السير ويتطور الأمر إلى شهر السلاح وتتم جريمة شرف مزورة وزائفة لأنها جريمة غضب وقرف وليس شرف .
ومع إيماننا وثقافتنا بعدم المسّ الشخصي بالقادة والعظماء وحتى بعامة الناس و الإكتفاء بالنقد البَّناءأو المساءلة المشروعة فهناك تحقيراً للمفاهيم الجرمية التي هي أيضاً ترتكب بإسمها الأخطاء ،فالحرية تقف دائما تحت مكابح التطاول البذيء أو الظالم غير أن سنّ القوانين والإجتهادات بمعاقبة وسجن كل من يتطاول بالنقد أو الإشارة إلى المقامات إلحاقا أيضا بجرائم شرف تمس صاحب كلمة والغريب بذلك أن التهويل بالغرم كان بالتخصيص وليس بالتعميم وهذه ثغرة في شرف القوانين مع المطالبة بحماية الجميع من سفاهة البعض وإعتماد الإفتراء والأكاذيب الملفقة ، فالظلم أو العقوبة بالسوية عدل بالرعية وتبقى الخلاصة والهدف بعد التنكيل الذي طال كلمة الشرف للسؤال والمسألة أن تجوع عائلات وتهان كرامات لضيق ذات اليد ، إن بسجن المواطن تحت عبء الضرائب المرهقة ، والميزان الإقتصادي والحياتي يؤكد أن الغالبية العظمى من الشعب هي تحت خط الفقر وأن المداخيل أقل بكثير من المحاصيل فأي جيل نصنع ، ربما لا يتوانى عن مد اليد لتسول أو سرقة رغيف أو لباس .
فكم من المؤسسات تشهر إفلاسات يومية ، وكم من إعتداءات تتم على الممتلكات من لصوص جعلهم الوضع هكذا ولم يولدوا أشرارا . ليس بالقوانين وحدها يعيش الوطن وينمو ويزدهر إنما بالقوانين التي تراعي الحد الأدنى من إمكانية الناس للبقاء على تخوم الشرف ، وإلا سكتب التاريخ عنا الآف المخطوطات عن جرائم جوع ومرض وفاقة تمت تحت تسمية …. جريمة شرف، وإن كشف الفساد وأهله إعتماد قانون من أين لك هذا هو قمّة الحكم بالشرف.
وإلا …. سنكون تحت وطأة ألف الجريمة تجتاج لشرف مفقود لأن الله تبارك وتعالى قال في مُحكم تنزيله الحكيم:
“لا يُكلف الله نفساً إلاّ وسعها، لها ما كسبت وعليها ما إكتسبت ”

رئيسة المنتدى العلامة الدكتور مصطفى مصطفى الرافعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi