الوطن بخطر ..دعوة للإنقاذ ..جورج شبطيني ٢٠١٣
الوطن بخطر ..دعوة للإنقاذ ..جورج شبطيني ٢٠١٣
نعم الكل في لبنان قيادات، قوى أمنية ،مؤسسات ،شعب. نرى الخطر المُحدق بهذا الوطن الجريح الذي لم يتعاف
بعد من جراحات الفتنة الكبيرة التي أودت بحياة عشرات آلاف
الشباب وألحقت بمثلهم إعاقات دائمة وهجرّت أضعافهم إلى
حيث الأمن والأمان والاستقرار .
الوطن بخطر الكل يقول ويعترف ويحذر من دعسة
ناقصة جديدة، ومن فخٍ يُنصب. ومن دماء برسم النزف
المجاني لأن الأفرقاء في هذا البلد مازالت تتحكم بهم الأهواء
والمخاوف وخطر الإلغاء ويرسم كل فريق طريق الخلاص وفق
رؤيته وبقائه وحفظ سلطاته وقوته، ومع الإعتراف والإحترام
لكل الآراء ومن غير إلقاء التهم جزافاً ومن غير أن يُطلب
من أحد أن يخضع لفحص وطني غير أن الإحتكام لقوانين
إنتخابية من شأنها تكريس الطائفية والمذهبية والمناطقية
والحزبية أن تعيد أجواء الإحتقانات والاستفزاز والإصطفاف وراء الطائفة لا وراء البلد وبظل المذهبية لابظل التعايش الوطني، وهذا الإنقسام الحاد والخلاف الكبير وعدم وجود قواسم مشتركة تذيب نقاط الإختلاف نرى وبكل شفافية وصوابية أن البلد يسير نحو منزلق طائفي يذكرنا بالأحداث الأليمة التي حامت فوقها الغيوم السوداء فأمطرت موتاً وتشويهاً وغربة ورغم وثيقة الوفاق الوطني في الطائف التي لملمت الجراح وجمعت الأضداد وبلحظة صفاء وطني وبوقفة ضمير إتفق أهل الرأي على المضي لإنفاذ الوثيفة الإنقاذية التي نصت في توصياتها المناصفة العادلة في عديد النواب لكل الطوائف وأوصت بإلغاء الطائفية السياسية وكرست إيجابياً مذاهب الرئاسات الثلاث وإعتمدت المحافظة قانوناً
إنتخابياً، لأن المحافظة تحتضن كل المذاهب والإتجاهات والعقائد على أمل أن نصل يوماً إلى إعتماد لبنان كله دائرة إنتخابية واحدة وبدل التقدم في مشروع المواطنة والمشاركة تراجعنا إلى الدوائر الأصغر من محافظة وأكبر من قضاء ثم كان
(القضاء على المحافظة والمحافظة على القضاء)…..
من مقالة الاستاذ جورج شبطيني عام ٢٠١٣
……………………………….
جريدة النهوض والذاكرة المنتعشة
هذا جزء من مقالة كتبها الاستاذ جورج شبطيني في جريدة النهوض بتاريخ شباط ٢٠١٣ وكانت فعلا “رؤية” صادقة من مواطن لبناني طرابلسي السجل القيدي ،يحذر فيها من خطر الطائفية وخطر التفلت الإقتصادي وان البلد على شفير هاوية .هذا الكلام منذ سبع سنوات كنّا فيها بالف خير رغم تشكل الغيوم السوداء التي لم يرها اهل الحلّ والربط .
كان تحذيرا متقدما من رجل متصالح مع عقله اولا ومع وطنه اولا ومع شعبه واهله اولا
…اليوم في زمن الوباء والبلاء الإقتصادي نستذكر معنا كلام اهل الإخلاص الذين دقوا ناقوس الخطر …متى نسمع اقوال اهل الرأي السديد ،متى نتعظ من رؤية مستقبلية ،اليوم عصر الخوف الامني والاقتصادي والصحي نعود بالذاكرة لما قاله الاستاذ جورج.شبطيني منذ سنوات ونقول له عذرا ،أحيانا نضع اصبعنا على عيننا فنحجب ضوء الشمس وإنما نحجبها فقط عن ذاتنا لان الضوء الساطع اكبر من محاولات الإختباء وراء عقدة الإصبع
اسرة تحرير جريدة النهوض أيار ٢٠٢٠
