محطات القطار اللبناني
محطات القطار اللبناني
محطة اولى:
..رمضاننا اليوم ،تاريخ ربما لن يتكرر..
مبارك شهر الرحمة ،فيه الأمر العظيم بتصفيد الشياطين بأغلال لاتُفك الأّ بعد أن يحزم حقيبته مؤذنا بالرحيل .
..وماذا عن شياطين الإنس،الذين أجبروا قهراً وعنوة قبائل كاملة من الشياطين على الإعتزال والإنكفاء لان مكر بعض الإنس اشد من مكرهم ..
شياطين الانس يسرحون ويمرحون في ممالكهم الآيلة للسقوط ..واهل الارض في حجر وحجز ..
رمضان هذا العام ،تاريخ ورواية لاجيال قادمة .
لا عمرة ولا طواف ،لاتراويح ولا صلاة جامعة ،ربما من سيأتون بعدنا سيتساءلون ويتسامرون عن حقبة من زمننا المنقرض ،
..الشياطين مغلولة والعالم حبيس الجدران وشياطين البشر منكبّون على ” شيطنة ” بالقابل من الايام “للضحك على الذقون” والوعود الكاذبة والمقامرة بأقوات العباد ..
عشية السحور الأول ثلاثة متسابقين “القطار ،ميزان ريختر ،الدولار الامريكي” والاخير قفز فوق الجميع لأعود بالذاكرة لما قرأنا عن حكايات من الحرب الكونية الثانية عندما انهارت العملات الوطنية كانت وجبة الغذاء ثمنها حقيبة ملأى بعملة البلد ..السارقون لا يأبهون لانهم خزانة لصوص المغارات التي “حجروا ” فيها على النقد النادر لتغطية فروقات الانهيار المالي والفقراء ضحايا على مذبح الظلم ..
..”صوموا تصحوا” ” ثوروا تصحوا”
..رمضان يجمعنا …”في البيت”
…لادعوات إفطار بالمطاعم ،لادعوات للسحور على ضفاف المقاهي ، لا مغلفات فوق الطاولات …الإفطار على
” فتّة وفتوش ومجدرة وتبولة البيت ” ..وخليك بالبيت
المحطة الثانية:
كثرت الاقاويل المبرمجة والمفبركة من “مطابخ معروفة ” عن إستعداد السيد بهاء الحريري لخوض المعترك السياسي مشمّراً عن ساعديه لغزوة القصر الحكومي ،ويستمر المشهد الضبابي لحد تسمية امراء إدارة له بكل المناطق وانه يبحث عن “رافعات ” من سياسيين او مراهقين ظهرت عليهم عوارض الإصابة بهلوسة النيابة وهم اشد حاجة للتسجيل في حضانات اطفال سياسة ، من احلام يقظة بورثة مقاعد ربما شغرت بوفاة او اعتكاف وهم بحاجة الى “بيبرونة”
…ليس عيباً ان ينخرط بكر الشهيد بالعمل السياسي ولكن وبعد كذا بيان منه انه خارج “المتداول” ولكن الخطورة ان تعاد الى الاذهان قصة “الاخوة كارمازوف” او الاخوة الاعداء ..
كل شئ هو ميراث للورثة الاّ دم الشهيد والعيب هنا لمن يتاجر به دم الشهداء خارج الدوائر العقارية ومجلس الشعب او النهب ..
المحطة الثالثة :
أي مشهد جديد يُظّهرونه للشعب السوري المظلوم بعد فتور واكثر بين موسكو ودمشق ..وكلام سمعناه عن رأي روسي مستجد عن فقدان الثقة برأس النظام السوري والربط بينها وبين زيارة الوزير الإيراني ظريف الى دمشق لاجراء حركة تنفس اصطناعي يدير الازمة ريثما ينجلي القرار العالمي عن مصير سوريا قلب العروبة النابض .
المحطة الرابعة : من مآثر رئيس الحكومة دياب انه بعد جولة في اسواق التموين لم يجد فروقات كثيرة في الاسعار .
…يبدو ان دولته لايشتري حاجته بنفسه حتى لم يجد الفرق ..ماذا سيقول اليوم بعد فلتان السوق وبعد تراجع مخيف للقيمة الشرائية لليرة اللبنانية ..او انه على درجة من التحفز بسبب إفراز هرمون”الادرينالين ”
المحطة الخامسة :
المغتصب الصهيوني يستغل الوضعين الاقتصادي والصحي للبنان وسوريا ويكثف من طلعات طائراته وتحركه المريب على خطوط التماس ،هل التقط الصهيوني خريطة الضعف العربي ويستعد لحرب جديدة لن تجد حيالها من يقول إلا مثل قول مسؤول عربي مهضوم “سنرد بالوقت المناسب ”
محطة اخيرة :
..في معدن الرجال
عندما قاد اللواء عبد الرحمن سوار الذهب انقلاباً ناجحاً في السودان كان صادقا حيث اجرى انتخابات افرزت رئيسا جديدا وبعدها ذهب سوار الذهب الى بيته وظلّ قدوة في الرجال الصادقين .وكذلك فعل الملك إدريس السنوسي الذي خُلِع بانقلاب قاده العقيد القذافي في ليبيا .كان السنوسي في رحلة استشفاء عندما وصله نبأ الانقلاب .لم يقلّب القبائل ولم يقدم طعنا بل الى سفارة بلده في فرنسا ليودعها المبلغ المخصص له للعلاج ومات بعيدا الا من الذاكرة ..ذاكرة الرجال الكبار
…هل يجرؤ بعض الرؤساء للنظر في مرآتهم ..ام إنها في حجر خارج البيت …
الاعلامي المستشار احمد درويش
المدير التنفيذي لمركز ومجموعة النهوض
