محطات القطار اللبناني 

محطات القطار اللبناني

محطة اولى

“وجدانيات ” توسدت ستار الظلام لقرصنة الحجر المنزلي ،عبر تسلل آمن الى الشرفة التي باتت “عيون الرقابة” لمعاينة مضطربة مسكونة بالكآبة والتفاؤل ،اضداد تجمعت تحت عباءة التعبئة العامة ارقب الشوارع المهجورة والأرصفة المتوثبة الخافقة لتلمس حركة محظورة .

..المركبات كأنها إرتصاف القبور وإنما “بالألون الطبيعية”،كآبة الحنين لصخب ،لضجيج الناس وتفاؤل ببقاء الحياة والأمل الموضب ضمن صناديق البيوت الموصدة والخائفة من إنقراض نوعي محتمل ،

مساحات موحشة باردة من بطء بسريان الدم الدافق بشرايين تسيل “وفق جدول أرقام وأيام لتجول عجلات السيارة” مساحة تمطرها وتغسلها بذور الامل بغدٍ نظيف فكريا وبيئيا ” واحاول فلسفة هذا الداء الذي لا يرى بالعين المجردة الاّ بعد تكبير ٦٠ مرة عبر ميكروسكوب بيولوجي ،هذا الفايروس الأكثر دقة من الذرّة ،أخضع قهراً وقسراً قادة العالم خلف الجدران ،أسياد الكون رهائن بدون “طلبات إخلاء سبيل ” حتى صدور بيان “السجلّ العدلي ..لا وباء عليه”

..اعود الى قرع بوابة الأمل بدون يأس ولا قنوط من رحمة الله تعالى مستعيدا مشهد وديعة النبي يوسف عليه السلام من غلال القمح وتركه على سوقه فحجر عليه حتى لا تهلكه مفسدات لا ترى ايضا بسهولة حفظها حاكم خزينة الدولة الغذائي من ” سبع سنوات عجاف”

…غدا بإذن الله تطلع وتبزغ مثل آيات الشمس والقمر السنابل الذهبية مطلقة صافرة “سنوات السبع السمان”

وكما قرأنا عن كوارث وأوبئة تاريخية ،فنحن ايضا سنكون قصة ورواية الأجيال القادمة تحت عيون التنزيل الحكيم ..” وتلك الأيّام نداولها بين الناس ”

محطة ثانية:

من خبريات كشكول الذاكرة الطرابلسية

..حكاية تؤكدها روايات متعاقبة عن بائع حلوى “الهريسة او النمّورة ..ولها تسمية ثالثة ” كانت الصواني خارج الإطار الصحي ،لاأغطية قماش ولا نايلون تغطي العربات والبسطات وكان للنحل والذباب استضافة شبه دائمة فوق الأصناف المعروضة كراً وفراً وصاحب العربة لايالو جهدا كبيرا بإستعمال “المقشة” الطاردة لطفيلية ممجوجة إحدى المرات جاءه احد الزبائن وقال له واعظا لماذا لا تهشّ عليها لإبعادها فاجابه البائع الحكيم “انها يا صاحبي اكلت وشبعت”واخاف ان يأتي غيرها من…الجياع ،والبعض من ادباء ردوا اصل الرواية لامير إكتشف سرقة وتزوير عند والٍ لمنطقة تخضع لحكمه فأمر بتعليقه شبه عارٍ على عمود وطلى المكشوف منه بسائل سكري لتنال منه النحل والذباب لسعاً وقرصاً ولاحظ حارسه ان المعاقَب لا يئن ليلا فاراد ان يخفف عنه ويطرد الغزاه فنهاه قائلا ..دعها قد شبعت ولما سمع الامير اخلى سبيله وأعاده الى منصبه تحت ذريعة والي شبع من السرقة خير من والٍ يأتيني جائعا ..هذا حالنا فعند اي إستحقاق او مؤتمر صحافي او حديث لمسؤول ينبري الآخر المضاد فوق منصات التجيهل والتسويف والتكذيب اليوم سمعنا رئيس الميدل ايست يدافع عن سياسة شركة الطيران اللبناني ودافع عن حاكم مصرف لبنان فتأتي الشتائم والإتهامات من النائب جميل السيد ومن تيار باسيل ليأتي بعدها تيار المستقبل يرد عليهم وطبعا نعود إلى الدائرة المفرغة وخاصة ما سمعناه بالأمس من باسيل “يطيح” بإنجازات الرئيس دياب ويعتبر انه اوقع نجاحه في مجرور ..مشيرا الى مجرور فندق “إيدن ب” وصاحبه مالكو فنادق لانكستر التي اعطت عرضا لحجر العائدين وعلمت مساء انه الغى العقد بعدما تعرض الفندق لإعتداء ما ..المهم ولو ياجبران عندما كنت وزيرا فوق العادة مع مجموعة وزراء يدورون بفلكك بمجموعة “الثلث العاطل والمعطل ” وقتها لم تدلِ ببنت شفة وكان صوتك مصادرا لسبب ما ونسالك عن ” المسلة التي اوجعت باطك”

…مشكلتنا بهذا البلد ان كل مسؤول صار بحاجة الى ” براءة ذمّة “وانه “امين وحريص وعفيف ..منذ اكثر من عشر سنوات”والمضحك المبكي ،من له الحق والجرأة ان يصدر تلك البراءآت …المستحيلة

وخاصة التهالك على إنفاذ مشروع سد بسري

في زمن الإفلاس والموت الخاطف سد النهضة الكبير في اثيوبيا توقف العمل به لاسباب اقليمية وبيئية ومالية …استحوا

توقف اضطراري :

توقفنا بسبب إعطاء جرعة من الضحك البرئ غير الساخر لمذكرة وزير التربية التي امر بموجبها إقفال المعاهد والجامعات والمدارس بمناسبة الأعياد القادمة .

…ولو معاليك نحن في وقت التعبئة وخليك بالبيت وكل ماذكرت “مسكر ومغلق ” طرفة من وزير نشكره عليها..

محطة اخيرة:

…يارب ،بسبب الخوف من اصغر مخلوقاتك ،حُرمنا من الصلاة في بيوتك الطاهر

..كان الأذان يدعونا للصلاة جماعة ،واليوم يدعونا للصلاة في بيوتنا فرادى

…يارب ،حُرمنا من طلب رحمتك في بيوتك فلا تحرمنا طلب الرحمة في بيوتنا ..

” ولعل في ثقافة الحرمان فرجاً ودرساً وأوبة وتوبة ومصالحة”

الإعلامي المستشار احمددرويش

المدير التنفيذي لمركز ومجموعة النهوض