المركز الثقافي الإسلامي بيروت/بمناسبة رمضان المبارك رمضان شهر الخير، والتضامن بين المسلمين. بقلم الاستاذ معروف الداعوق

هذا العام يستقبل اللبنانيون والمسلمون والعرب،شهر رمضان المبارك، بظروف صعبة،وازمات مالية واقتصادية ومعيشية في الداخل، وحرب إسرائيلية، تستهدف جنوب لبنان والشعب الفلسطيني في قطاع غزّة،وسلسلة حروب اقليمية ودولية تطال العديد من الدول العربية الشقيقة.

ومع ان تاريخ العرب والمسلمين،حافل بالمعارك والحروب التي خاضوها في شهررمضان المبارك،ان كان في سبيل نشر الدعوة، والفتوحات بالاندلس،اومواجهة اعداء الدين ، في المنطقة العربية،وسجلت معظم انتصاراتهم خلاله ، فإن مايتعرضون له حاليا من حروب ، من اعداء كثر ومن كل الجوانب، لا يستهدف

ثروتهم المادية والبشرية فقط،وانما اقتلاعهم من ارضهم وتشتيت وجودهم، والاستيلاء على بلادهم ، مستغلين خلافاتهم وفرقتهم وضعفهم.
يشكل شهر رمضان المبارك هذه الأيام،مناسبة وفرصة مهمة، أمام الجميع، للتمعن في
سلسلة التحديات والازمات التي يواجهها العرب والمسلمون هذه الأيام، مايتطلب من الجميع، نبذ التفرقة فيما بينهم، والنظر الى المخاطر والتداعيات المحدقة بدولهم، بكثير من الاهتمام ووحدة الموقف في مواجهتها والتصدي لها بكل الوسائل والامكانيات المتوفرة، دفاعا عن شعوبهم ودولهم ووجودهم.

وفي لبنان، التحديات والمصاعب والمخاطر، التي تحدق باللبنانيين عموما والمسلمين من بينهم ، تهدد الجميع والوطن كله،ولاتستثني فئة دون الاخرى، وهذا الواقع يفرض على الجميع التعالي عن مصالحهم الخاصة

وانانياتهم، والتلاقي والتعاون فيما بينهم، لايجاد الحلول المناسبة لمشاكلهم، لاعادة النهوض بالوطن والحفاظ عليه من اطماع الاخرين.

شهر رمضان المبارك هذه الأيام الصعبة والحافلة بالازمات والمآسي المؤلمة، في لبنان وفلسطين ، يرتب على المسلمين القادرين اعباء مضاعفة ، تختلف عن سابقاتها، لمد يد العون لاصحاب الحاجة والمعوزين في وطنهم لبنان ، ولاسيما منهم المتضررين من الاعتداءات الإسرائيلية جنوباً ، والاهتمام أيضا بدفع جزء من الزكاة والمساعدات المالية، لاغاثة ضحايا الحرب الإسرائيلية الاجرامية على قطاع غزّة المنكوب وبلسمة جروح من يستطيعون من اشقائهم الفلسطينين، استنادا لمبدأ التضامن بين المسلمين.

ميزة شهر رمضان المبارك ،شهر العبادة والايمان والتقوى، والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى وايتاء الزكاة للفقراء ، هي ميزّة فريدة في إعادة اواصر الألفة والتلاقي بين المسلمين ، وتمتين ركائز المجتمع الاسلامي والوطني،وهي كفيلة بالتخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين، وتجاوز الازمات والمشاكل الضاغطة ومواجهة الاعداء المتربصين شراً بلبنان وفلسطين.

معروف الداعوق.