إذا كنت شفيع “الموارنة”… فكُن شفيعَ “لبنان”/بقلم النائب السابق الدكتور حسين يتيم

… في عيد القديس الأكبر “مارون”، نتوجَّه إلى الطائفة المارونية الكريمة بالتهنئة المُفْعَمةِ بالرَّجاء، أملاً أن يُسبغَ اللهُ على “لبنان” السلامَ والأمانَ، ويَبْسِطَ الرَّحمة والمحبَّة، ليصبح وطنَ “الرسالة” للعالم كلّه، على ما قال قداسةُ البابا “مار يوحنا بولس الثاني”. و”الرسالةُ البابوية” هذه، هي “كتابٌ” يقرأُ فيه أهلُ لبنانَ وأهلُ هذا الشرق العظيم قيماً حضارية في معاني السَّلام والمحبَّة والرَّحمة والأمان. أمَّا غبطة البطريرك الكاردينال “مار نصرالله بطرس صفير”، فإنَّه لم يَنْطق عن الهوى حين قال: “الموارنة للبنان وليس لبنان للموارنة”. أمَّا غبطة البطريرك “الياس الحويك” فقد ترأَّسَ وفْدَ لبنان الوطني إلى مؤتمر باريس عام (1920)، ليقومَ “لبنان الكبير” كياناً سياسياً على خريطة العالم، ودولةً ديموقراطيةً حرّة، تنصهِرُ فيها مجموعاته الثقافية والدينيَّة والمذهبيَّة والعرقية…
… أيُّها الأخوة الموارنة في لبنان الجميل، وفي هذا الشرق العظيم الذي فيه وُلِدَ “المسيح بن مريم”، وفيه ظُلِم، وفيه صُلِب، وفيه سيُبْعَثُ حيًّا، نقول لكم مؤمنينَ صُرحاء: “إذا كانت طوائف لبنان هي قمحهُ ونخيلهُ وأعنابُه وزيتونُه، فأنتم “مِلْحُهُ”، والحياةُ من دون ملح لا تدوم!!..
… إنَّ الصهيونيَّة العالميَّة التي عَبَثت بالغرب وبالأمم المتَّحدة، تحاول العبث بهذا الشرق منطلقةً من “فلسطين”، حيث هناك مشى “المسيح” الجُلْجُلة، وهناك عُلِّقَ على خشبة، وهناك كان “بنو يهوذا” يضحكون.. إنَّها “مؤامرةٌ صهيونية” تقودُ هذا العالمَ إلى الخراب، وتأخذ لبنانَ إلى الهلاك…
… أيُّها “القديس مارون”، كُنْ شفيعَ لبنان في محنته، ويا “عيسى بن مريم” كُنْ شفيعاً لعالمٍ تتلاطم فيه الأمم والشعوب بسيوفٍ من فناء…
كل عام وأنتم بخير…

الدكتور حسين يتيم
بيروت في 09/02/2024