النقيب الحسن خلال افتتاح محاضرات التدرّج للعام ٢٠٢٤: التدرّج شرفٌ جميعنا مررنا به ونحن حاملو امانات يجب ان نكون مميزين بأخلاقنا مع انفسنا وزملائنا والقضاء وموكلينا والاعلام

برعاية وحضور نقيب المحامين في طرابلس سامي مرعي الحسن، افتتح مركز التدرج والتدريب في النقابة محاضرات التدرّج للعام ٢٠٢٤ بمحاضرة للنقيب الحسن حول “أدبيات مهنة المحاماة ” بحضور اعضاء مجلس النقابة، مدير المركز البروفيسور الدكتور جورج الأحمر، واعضاء الهيئة الإدارية للمركز، مقرر لجنة آداب المهنة الأستاذ انطوان فرنجية، وعدد من المحامين وذلك في القاعة الوسطى في النقابة.

بعد كلمةٍ ترحيبة من الأستاذ فرنجية عرّف فيها بالنقيب الحسن وضرورة الالتزام بآداب وتقاليد المهنة، افتتح النقيب الحسن محاضراته قائلا:”سعيدٌ جداً بحضوركم، وحزين في الوقت عينه من عدم الإلتزام بحضور محاضرات التدرّج، وهذا ان دلّ على شيء فهو يدل على الحاجة الماسة لمحاضرة حول آداب المهنة فمهنتنا تبدأ بالأدب والنظام والإنتظام وإحترام التقاليد النقابية والإلتزام بها، فالمحامي نحات ينحت صخرة القانون في سبيل جعل منحوتته تتواءم مع وقائع ومستلزمات كل قضيةوإشكالية قانونية ،ففي كل مرحلة يستعمل تقنية ومنحوتة جديدة تجعل من قضيته قابلة لتحقيق الهدف من توّكله وتحقيق العدالة لموكله”.

وتابع:” واقع المحامين المتدرجين قاسٍ وما يحصل على وسائل التواصل الإجتماعي قاسٍ وخطابنا فيما بين بعضنا البعض قاسٍ والتحدث على بعضنا البعض في المقاهي قاسٍ ومعيب، والذكاء الإصطناعي يدق الأبواب، فمن سينظمه ويضع معاييره غير المحامي؟ فالمحامي استطاع ان ينظم ويضع معايير عدة في شتّى المجالات ولم يستطع الالتزام بالمعايير والقوانين والآداب التي وضعها المحامون نفسهم لتنظيم مهنتهم واحترامها والالتزام بآدابها”.

ثم تحدث النقيب الحسن شارحاً قسم المحاماة والهدف منه قائلا: اصعب ما يُمكن ان يحافظ عليه الانسان هو الأمانة والسر الذي أقسمنا اليمين على المحافظة عليه والقيام بأعمالنا بأمانة، والمحافظة على آداب وأخلاق ترسّخت منذ القدم حتى باتت تتوارث من جيلٍ الى جيل، وضرورة التقيد بالقوانين والأنظمة التي وضعها القسم”.

ثم تحدث النقيب الحسن عن علاقة المحامي بموكله التي يجب ان يسودها الصدق والثقة، وعن أدبيات التعاطي فيما بين الزملاء التي يجب أن تكون مبنيةً على الإحترام المتبادل، كما تحدث عن علاقة المحامي بالقضاء الذي يحكم بإسم الشعب اللبناني والقواعد التي تحكم هذه العلاقة وضرورة إحترام مواعيد الجلسات والجدول وتبادل التبليغات واحترام القوانين المنظمة لعمل القضاء، وضرورة ضبط علاقة المحامي بالإعلام المرئي والمسموع والالتزام بالآداب واخلاقيات المهنة خلال استخدام المحامي لوسائل التواصل الاجتماعي كافة، مؤكداً بأن لا احد فوق القانون والأخلاق،وان الحساب الأخوي ضروري للأستقامة في السلوك وتطبيق المعايير، وهو يؤدي الى تحسين صورتنا النمطية شيئاً فشيئا، وهو اي الحساب طبعاً مطلوب عند وجود خطأ كبير يضر بسمعة النقابة والمحامين ومهنتنا التي يجب ان نحافظ جميعاً عليها”.

وختم النقيب الحسن:”احترام الذات واحترام الآخرين من اهم الصفات عند المحامي، والتدرّج هو مرحلة شرف وعمل دؤوب جميعنا مررنا به، فهذه المهنة مقدسة ونحن حاملو امانات يجب ان نكون مميزين بأخلاقنا مع انفسنا اولاً ومع زملائنا ومع القضاء ومع موكلينا ومع الاعلام ، وكل عام وانتم بألف خير”.

ليتحدث بعدها مدير المركز البروفيسور الأحمر مؤكداً على اتباع آلية جديدة في التدرّج وضرورة الالتزام الكامل بمحاضرات التدرج، وذلك لمصلحة المتدرجين اولاً والنقابة والمهنة بشكلٍ عام.