كتب الزميل العروبي الاستاذ جورج بدر غانم ومقاربة بين الامس البعيد ويومنا الجريح/هولاكو ونتنياهو

وُلد الامام الشافعي في غزة وقال فيها:
“سقى الله ارضًا لو ظفرت بتربتها كحلت به من شدة الشوق اجفاني”
عام ١٢٥٨ سقطت بغداد بيد السفاح هولاكو سلطان التتار الذين دمروها وقتلوا سكانها. تابع المجرمون بعدها سيرهم الدموي الى غزة فوصلوا مشارفها بعد سنتين. تصدى لهم رجالها بقيادة الظاهر بيبرس البندقداري وانزلوا بالتتار هزيمة نكراء على رغم قلة عددهم محققين ولاول مرة انتصارًا على التيتار الذين كانوا يظنون انهم لا يقهرون. هذه المعركة ايقظت في سكان غزة الثقة بالنفس والقدرة على الانتصار ورد العدوان من هذا التاريخ وحتى الآن. في الحقيقة ان هولاكو ونتنياهو وجهان مجرمان لعملة واحدة. ومن المؤكد ان هذا الاخير لا يقرأ التاريخ الذي يعيد نفسه بعد اكثر من ست ماية عام، ليدرك ان جيشه انهزم امام ابطال اشداء مؤمنين جاعلين منه جيشًا منهزمًا خائفًا يُقهر. في التاريخ ايضًا ان ثلاث مئة محارب اسبرطي بقيادة ملكهم ليونيداس (الاسد) وقفوا في ممر (تيرمو بايلي) وتصدوا لالاف مؤلفة من الجنود الفرس وانزلوا بهم الهزائم والخسائر في المعدات والارواح.
حقًا ان التاريخ دروس وعبر لمن هو ذكي، نجيب، نبيه وفقيه اما المجرم السفاح، سفاك دماء الابرياء فله في التاريخ مزبلة يلقى بها هو وامثاله ممن ارتكبوا مجزرة دير ياسين عام ١٩٤٨ ومجازر غزة عام ٢٠٢٣ ومجازر اخرى كثيرة. لمن يزور غزة يرى كنيسة بنيت على انقاض هيكل وثني تجاور مسجدًا بني على انقاض كنيسة صليبية.

جورج بدر غانم