سياسة اميركا السورية بيد إسرائيل/ بقلم حسن صبرا/الشراع

الشراع 24 نيسان 2023

في لقاء مع امير عربي اعتذر عن ذكر اسمه لعدم الاحراج ، قال لي:

اتعلم ان بشار الاسد اخبرني ونحن على مائدة افطار صباحية على شرفة قصره الرئاسي ، ان الطائرات الاسرائيلية تصورنا الآن وهي ربما تعرف نوع الوجبات التي نتناولها معاً؟

ولم يستمهلني الامير العربي صديق بشار الرد ، فتابع كلامه لي قائلاً:

انا اعلم انك ضد بشار ، وانا اقرأ معلومات كثيرة ومهمة عنه في الشراع ، واعلم يا صديقي ان إسرائيل تستطيع ان تتخلص منه في اي لحظة، ولكنها لن تجد في سورية من يمكن ان يوفر لها الحماية افضل من بشار!

وافقته على الفور ولم أشأ ان اضيف حرفاً واكتفيت بالابتسامة والإنتقال الى امر آخر يناسبه وهو سؤالي له:

سمو الامير ، لماذا هذه الكراهية بينك وبين سعد الحريري؟

ولن استرسل الآن في الحديث عن اجابته ،بل اعود الى الموضوع اعلاه ، حول حماية إسرائيل لبشار الاسد كما حمت والده حافظ ونظامه ، لأكتب ان عائلة الاسد بنت استراتيجيتها على حماية الامن الحقيقي للعدو الصهيوني، لذا تكفلت إسرائيل حماية هذه العائلة..

ونحن نذكر الجميع بأن اول خدمة قدمتها إسرائيل لبشار الاسد مباشرة بعد توريثه اليزيدي للسلطة من حافظ، كما اورثها معاوية لنجله يزيد بالمبايعة الاكراهية، هي تسريب إسرائيل خبر تعاونها مع عمه رفعت الاسد لحرقه امام السوريين، بعد ان اعلن رفعت الاسد انه الاولى بالسلطة من ابن شقيقه بشار.

ونذكر الجميع بأن ابن خال بشار رامي مخلوف، قال بعد عدة اسابيع من بدء الانتفاضة الشعبية السورية في شهر آذار / مارس 2011التي خرجت تطالب بالحرية والكرامة، في حديث مع جريدة نيويورك تايمز الاميركية:

ان امن إسرائيل هو من امن نظام الاسد!!

جاء كلام مخلوف جواباً على طلب إسرائيل معرفة طبيعة الانتفاضة السورية لإتخاذ موقف منها ، وهل ستستطيع هذه الانتفاضة اذا وصلت الى السلطة في سورية ،ان تعطي إسرائيل ما يعطيها اياه آل الاسد؟

وصلت الرسالة بحديث علني لابن خال بشار الذي كان يحكم سورية اقتصادياً ، قبل ان تنازعه اسماء الاسد على هذا الحكم ، فتتوجه إسرائيل الى معدوم الضمير باراك اوباما ، لتمنعه من رفع وتيرة موقفه من الانتفاضة مثلما فعل مع مصر عندما نزلت جماهيرها بمظاهرات ضد حكم الرئيس حسني مباركً، فإذا باوباما يطالب مبارك بالرحيل بعد ايام قليلة من مظاهرات 25/يناير 2011..

وهو ما لم يفعله اوباما مع بشار على الرغم من انهار الدماء التي اسالها من اجساد المتظاهرين السلميين المطالبين بالحرية والكرامة
اميركا تلتزم مصلحة إسرائيل دائماً ليس في سورية وحدها ، بل وفي كل بلاد الكون

بالنسبة الى نظام آل الاسد…

تفهمت إسرائيل انقاذ مجرم الحرب بوتين لهذا النظام ، لكنها تعاملت معه كما تعاملت مع المقاومة الاسلامية في لبنان التي كانت تقاتلها ببسالة حتى حررت الجزء الاعظم من الارض المحتلة
كان العدو الصهيوني يعلم ، ان نظام الاسد هو المعبر الوحيد الذي كانت ايران تمرر عبره كل امكانات القتال ضد العدو ، حتى اجبرته على الرحيل ، لكن عائلة الاسد لم تطلق رصاصة واحدة على العدو الصهيوني ، فإلتزم الطرفان : إسرائيل وآل الاسد هذه المعادلة
الآن يلتزم العدو المعادلة نفسه داخل سورية : إسرائيل لم تطلق  رصاصة واحدة على اي موقع تابع لآل الاسد داخل سورية ، لكنها تغير بشكل مكثف على اي مخزن او موقع ايراني يوفر السلاح للمقاومة الاسلامية في لبنان ضد العدو.

اميركا تلتزم ايضاً هذه المعادلة… فهي لا يهمها ماذا يفعل بشار بالشعب السوري ، لأن كل همها الا يقترب او يمس بالامن الصهيوني ، واذ ترك بشار لايران هم حماية نظامه ، فإن إسرائيل لن تحاسبها على هذه المهمة ، وكذلك اميركا ، لكنها لاتتساهل مع ارسال الدعم الايراني عبر سورية الى المقاومة الاسلامية في لبنان … وكذلك تفعل اميركا

اميركا مثل إسرائيل لا تغير على مواقع عسكرية او امنية توفر الحماية لآل الاسد ، لكن اميركا مثل إسرائيل لا تتوقف عن الإغارة على اي موقع تشتبه او تصلها معلومات انه يوفر اسلحة نوعية للمقاومة الاسلامية ضدها من لبنان

مجلة الشراع