جلس الببغاء بقرب الضبع في الطائرة الاميركية المتوجهة الى بيروت البائسة،سأل الضبع الببغاء عن “الهزات”التي حصلت مؤخرا قي تركيا وسورية ولبنان ،واضاف سائلا الببغاء:
-الا ان هذه الهزّات مختلفة عن الهزّة التي حصلت -إن كنت اذكر جيدا -في سنة 1997 او في سنة 1996 ،إذ لهزّة التسعينات يا سيدي سمعنا لها ضجيجاً قويّاً مرعبا اما هزّات شهر شباط من هذا العام فلم نسمع لها ضجيجا ،على الرغم من انها كادت تدمّر بيروت ،فما السبب ايها الطير الملوّن؟
تأمله الببغاء جيّداً واجابه:
–صحيح فهذه الهزّة كانت تضع كاتماً للصوت.
وضغط الببغاء على الزرّ الاعلى لتحضر المضيفة فوراً لتسأله عن طلبه فاجابها بسخرية :انه لا يطلب شيئاً انما اراد ان “يمرك “على الركاب وعلى القبطان وعلى شركة الطيران ،وعلى الاجواء وعلى العالم كلّه.
دقيقتان واعاد المحاولة لتحضر المضيفة على عجل ،ولتسأله طلبه ليجيبها من جديد ان قصده ان “يمرك “على الركاب وعلى القبطان وعلى الطائرة وعلى الاجواء وعلى شركة الطيران ،وعلى العالم كلّه.
أُعجب الضبع باسلوب الببغاء الساخر والتهكم، فضغط على الزرّ الاعلى بدوره فأتته المضيفة بسرعة لتسأله عن طلبه فأجابها انه انما يقصد ان “يمرك ” على الركاب وعلى المضيفات وعلى القبطان وعلى الشركة وعلى الغيم وعلى السماء وعلى كل البشرية.
لم تتمالك المضيفة اعصابها على إرتفاع 10الاف قدم عن الارض ودخلت مقصورة القبطان وأعلمته بما يجري فأمرها القبطان الاميركي ومساعده الانجليزي بغضب وباستياء ان ترميهما من الطائرة فوراً .
لم تتأخر المضيفة ، ففي غضون ثانية واحدة كانت قد رمتهما من الطائرة.
سقوطا وبسقوط حرّ رهيب طرق الببغاء بجناحه رأس الضبع وسأله:
-ايها الضبع هل تعرف الطيران،اتستطيع ان تطير،ألديك اجنحة؟
رد الضبع المرعوب من حالة السقوط ،واجابه بالنفي ،فما كان من الببغاء الا ان قال له قبل ان يكمل طيرانه:
-طالما لا اجنحة لك ولا تستطيع الطيران لماذا كنت “تمرك ” على الجميع !!؟
العبرة:
إن كنت بلا اجنحة لا “تمرك ” على امريكا وانكلترا وداعش والعدو الاصيل …والصندوق الدولي و الدولار والمصارف والاقتصاد وعليّ انا ايضاً
