(وها انا قد و صلت) الحلقة الثانية عن الصوفية / بقلم اريج عرفة/الشراع

الشراع 3 شباط 2023

  • تنشر الشراع الحلقة الثانية عن الحركة الصوفية في مصر بمعايشة وقلم الفنانة والاديبة اريج عرفة .

كنت قد تحدثت في المقال السابق عن ما حدث لي من مشاهدة ،وذلك كان هو الدافع لفهم رحلتي حيث بدأت في البحث و التنقيب في القصص الاخري ، فقط لمعرفة ما حدث لي
ولكن هل من وجود قصص مشابهة ؟ هل من دلائل ما هذا الشئ ؟
وصلت الي حميثره حيث مكان مشمس بشئ يشبه الامل ،
حيث السلام و النور و الحب  الذي ينعكس علي نفوس كل من في المكان  و الجبال ذات الرهبة و الالفة معاً ،كل شئ و عكسه  وصوت الموسيقي الذي يجعل القلب يشعر و كانه يتمايل برقصة يعرفها جيداً ،و الاناشيد الدينية والزحام و النظام الشديد في وسط كل هذه النفوس  ،وكأن لا أحد يرى الاخر و ان كلاً منا في حالة من السكينة مع نفسه في خلوه على الرغم من كثرة البشر !
لكن كل انسان يذهب و كأنه مكلفاً بشئ محدد ،لا يريد شيئاً غير هدف يتوجه اليه حتي لا اسأل  عن الاشياء التي اريد معرفتها !
كانت دائماً ردود من سألت بمثابة رساله ،وليس رداً عادياً تجعلك تدخل في حقبة من مسافات و ازمنة و عوالم اخري ،وكأنها اشبه بحاله و ليس بمكان تذهب اليه لتري حال ساكنيه ،او شكل المدينة من بيوت او مزارات بل هي حاله وجدانيه شديدة تجعلك تسبح في اعماقك .
ما هذا السر !ما هذه الطاقة !ما هذا العلم و المعرفة وكأني بدأت افهم سر موسي و الخضر
فحينا نتأمل قصة موسي لا ندري ولماذا ذهب الي هذه الرحله ؟
هل لانه ظن انه اعلم الناس على الارض ام ارسله الله ليتعلم علماً جديداً ؟
وحتى ان تأملنا العبد (فوجد عبداً من عبادنا) فكان بغير اسم و اجتهد العلماء حتي وصلو بانه من الممكن ان يكون اسمه الخضر!
يوجد سر في سرد القصة : رجلاً بلا اسم مثل تلميذ موسي ، و مكاناً بدون اسم و صعب على اي شخص معرفته … انه الغموض الذي يسيرك لاكمال القصة .
اذن انها باطن الصوفيه مثلاً باطن هذا العلم و الطاقة و القصص الصوفية التي من الصعب تصديقها .هل هي الكرامات التي يعطيها الله لمن يشاء و يصبح قادراً علي تقبل هذه الطاقة الوجدانية الكبيره ؟هل هذا هو الاجتهاد الصوفي ؟
اشياء محسوسه حدثت و ليست مدركة الحس او المنطق
تجعلك تشعر و كأنك سر صغير يذوب في سر اكبر
و من خلال قصة موسي و الخضر و سرها و غموضها الشديد ،فقد اطلعنا اللهعلى علم  جديداو هو العلم اللدني فهذا ليس منسوباً الي الله فحسب ،انما هو من لدنه سبحانه
اما العلم البشري فيرمز له بالقلم :(اقراء و ربك الاكرم الذي علم بالقلم)
و الاجتهاد للجمع بين الاثنين ليس من السهل ،و هذه هي الصوفية في و جهة نظري ،هذا هو علم الاجتهاد الصوفي ،هل هذه الاشياء التي من الصعب تصديقها او وصفها هل هذا هو فعلاً الاجتهاد ؟و ان عند مجاهدتك  لنفسك و ان تصبح روحاً ساكنة الجسد وليس جسداً ساكناً الروح ، و استطاعتك كبح شهواتك او تفكيرك في ذاتك والسيطرة علي ماتريد ،وان تصبح ما يريده الله فقط !هل هذه هي البوابه وهل هي فعلاً باستطاعتك ام هي شئ يسكنه الله داخلك
فمثلاً عندما نتعمق في شخصية موسي نري انه كان نبيا ً سريع الانفعال سريع الغضب و احياًناً كان صبره ينفذ حتي في مواقف الخوف و الرهبه
فتحول امام الخضر ، اي امام العلم او امام هذه الطاقة اي تدبير امر الله للتعرف علي العلم اللدني الي شخص يريد المعرفه يريد ان يتعلم ،و انه ليس اعلم الناس علي الارض كما كان يظن بل و يريد ان يدخله الرحلة بأي شرط و ان يكون تلميذاً مطيعاً له .
وذلك يجعلنا نشعر بأنه كلما زاد حظك في الادراك زاد حظك من الحيرة وهذه هو حيرتي امام كل هذه الاسئلة
فملخص هذه القصه من وجهة نظري
ان يبدو الظاهر خالياً من العقل و التدبر و يشئ الباطن بالحكمة العميقة
الرحمة الالهية والغموض هي معني من معاني القصة ،و هي اصل التصوف علي ما اظن ،وان اصل التصوف هو الحب و الحب هو الرحمة و العلم و الاجتهاد في معرفه الغموض واسرار هذه الطاقة ،سواء كان علم القلم او الوصول للعلم اللدني،  فكلها علوم الله فكل شئ يحدث يحدث لسبب كل شئ يسير بنسق
سواء في قصة موسي او في الحياه بشكل عام
الضرر الذي يصيب ما تملك فعندما قام بخرق السفينة لانقاذ اصحابها و الذي جعل موسي يقول انه فعل شئ إمرا و انه كيف كان اصحاب السفينة يكرمونهم واستقبلوهم فوجد  انه خرق سفينتهم و لم يستطع معه صبراً و لم يستطع ان يكمل و عده للخضر  بأنه لن يسأل فسأل
الدم الذي يسيل منا او من من نحب فعندما قتل الطفل الصغير لكي يحمي عائلته من شره عندما يكبر وقتله قبل ان يحاسب علي ما سوف يفعل و تعويض اهله بطفل بار لهم بدلاً منه لم يفهم هذا موسي ولم يستطيع معه صبراً و سأله مرة اخرى
و العبث الذي نراه في الحياه حولنا ، فهو عندما قام ببنائه للجدار الذي لم يفهم موسي لماذا فعل ذلك ؟ وقام بسؤاله و كان هذا اخر الرحله و لم يستطع صبراً وقال له الخضر هذا فراق بيني و بينك ،ولكن سوف اشرح لك ماحدث .
اظن اننا جميعاً موسي و هذه حالنا في هذه الدنيا ومن هنا ندرك علوم الله في اقدارنا وفي كل شئ وهذا العلم من الصعب معرفته ، لكن من السهل الاحساس به من علامات .
لا اريد ان اربط قصتي بهذه القصة العظيمة ،لكن كنت اريد ان اعرف ما مصدر هذا الشعور الذي يكبح داخلي ؟
ما هذه الاشياء التي تحدث في الصوفية ؟و هل لها اساساً والان قد  بدي لي انني اتفق معها
وانه انت و قلبك كيف ستستقبل الاشياء ؟ماذا سوف تفعل لن تستطيع صبراً ام
سوف تفتح نافذه صغير ة في قلبك تدخل منها شعاعاً من النور الذي سوف يتسلل داخل قلبك حتي يصبح شعلة من النور يستقبل بها كل العلوم و المعرفة و الرسائل و الطاقة التي تجذبك نحوها ، بسرغامض و الرحلات  التي سوف تدخل فيها دون ارادة

اظن ان هذا الشئ داخل كل منا يقف فقط عند من يريد ان يفتح النافذه ليجعل النور يعبر داخله و من لا يريد سوف يظل كما هو ولن يستطيع تحمل سماع حقيقة التصوف والعلم اللدني ولاً يستطيع صبراً

مجلة الشراع