رهان رسمي على اجراء الانتخابات الرئاسية بعد شهرين كحد اقصى / خاص – “الشراع”

الشراع 24 تشرين اول 2022

لن تطول فترة الشغور الرئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون  اخر الشهر الجاري.

والانتخابات الرئاسية ستحصل خلال فترة لا تتعدى الشهرين بعد التاريخ المشار اليه وقد تحصل خلال شهر من الان .

والرئيس الجديد الذي سينتخب لن يكون صاحب حيثية شعبية او من المرشحين البارزين الذين يتصدرون المشهد الانتخابي اليوم.

وبمعنى اخر فان الرئيس الجديد سيكون ممن لا يثير استفزاز احدوسيسعى لاسترضاء كل الأطراف الوازنة من كل الاصطفافاتالسائدة في لبنان.

هذه الخلاصات ليست لمنجم او عراف ممن درج اللبنانيون او قسم منهم  على الاستنجاد بهم لمعرفة ما ينتظرهم في ظل الظروف الصعبة السائدة حالياً ، بل هي حصيلة ما يقوله مسؤول رسمي   إزاء ما ينتظر لبنان من استحقاقات ، بعد ان بات قريبا من نهاية قترة الشهرين الدستورية التي تجري فيها عملية انتخاب رئيس جديد قبل انتهاء الولاية الرئاسية.

وبصرف النظر عما اذا كان ما يقوله المسؤول المشار اليه يستند الى معطيات ووقائع ، او انه مجرد تمنيات او انه تحليل او مقاربة للوضع من منظور قراءة للواقع الداخلي وتقاطعه مع الكثير من الملفات الخارجية ،فان شبه المؤكد فيه هو ان لبنان سيدخل مرحلة شغور رئاسي قد تطول وقد تقصر تبعاً لتطورات الداخل وكذلك الخارج ، علما ان حديثه عن انتخابات ستحصل بعد شهر او شهرين يعبر عن تفاؤل ضمني في مقابل توقعات او مقاربات أخرى تتوقع لمرحلة الشغور الرئاسي ان تطول بشكل غير مسبوق في تاريخ لبنان.

المسؤول نفسه لم يشأ الكشف عن طبيعة المعطيات التي يملكها وعما اذا كان يربط ذلك بمحطات خارجية بينها الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة ، الا انه يتوقف ملياً امام ما جرى في العراق مؤخراً لدى اختيار رئيسي جمهورية وحكومة في وقت واحد ،بعد ان كان هذا الامر متعذراً ومستبعداً لفترة غير قصيرة، مشيرا الى ان هذا الامر لم يكن صدفة وان ما ينطبق على العراق ليس مستبعداً ان ينطبق على لبنان ولو بعد حين، مستبشراً بما تم التفاهم عليه من خلال الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين بين لبنان والكيان الصهيوني بشأن الحدود البحرية بينهما ومن خلال الاهتمام اللافت للرئيس الأميركي جو بايدنبالوصول الى ما تم التوصل اليه.

ووسط المطالبة الداخلية والخارجية الواسعة بإنجاز الاستحقاق الرئاسي في اقرب وقت، فان معركة انتخابات الرئاسة في لبنان ما زالت حتى الان في مرحلة اختبار النوايا والأوراق المضمرة والتجاذب على الطريقة اللبنانية .

فكل الكتل لم تفصح بعد عن خياراتها التي تعمل على تكريسها من خلال الانتخابات . وهذا الامر لا ينطبق على الكتل التي اختارت الورقة البيضاء للتصويت وهي كتل ثنائي حركة امل وحزب الله والتيار الوطني الحر وحلفائهم ، بل ينطبق أيضاً على الكتل والتكتلات التي اقترعت للنائب ميشال معوض وهي كتل القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الكتائب وغيرها من الكتل او تلك التي اختارت التصويت للبنان او لبنان الجديد وستستمر بفعل ذلك بانتظار تبلور صورة المشهد الانتخابي لتحسم خياراتها .

وابسط ما يمكن ان يقال في هذا المجال هو ان هذه الكتل  غير قادرة على تحقيق ما تربو اليه في هذا الوقت  وانها تعمل على الاختباء خلف ما تلجأ اليه في عمليات التصويت لاخفاء عجزها ، وسط انقسام المجلس النيابي الى مجموعة كتل وتكتلات لا احد بينها يستطيع حتى الان تأمين نصاب الثلثين لتمرير خياره. الا ان هذا الامر ليس سوى احد وجوه الحقيقة كون الخيارات الفعلية والحقيقية لكل من الكتل البارزة والوازنة لم يتم الكشف عنها حتى الان بانتظار التوقيت الذي ترى كل كتلة وازنة انه صار مناسبا للافصاح عما لم يتم الإفصاح عنه حتى الان.

وعلى سبيل المثال لا الحصر ، ما الذي يريده حزب الله من الانتخابات الرئاسية  وهو الذي يركز على ضرورة التفاهم على رئيس توافقي وبعيد عن التحدي ،  ويتهم من قبل خصومه بانه يريد الفراغ الرئاسي كمقدمة لفرض مرشحه على غرار ما فعل لدى انتخاب ميشال عون في الدورة السابقة ؟

كما ان السؤال المطروح أيضا هو ما يتعلق بموقف سمير جعجع الذي يعمل دائماً على ان يقدم نفسه باعتباره  حجر الرحى في فريقه مقابل دور حجر الرحى لحزب الله في فريقه ؟ وهو موقف لم يتم الكشف عنه حتى الان رغم الموقف الداعم لترشيح ميشال معوض حتى الان؟

والاسئلة في هذا المجال تكاد لا تنتهي وتتناول الخيارات الخاصة  بكلالكتل والأطراف والتكتلات وحتى النواب الذين يطرحون انفسهم بصفة المستقلين او التغييرييين ، وهي خيارات لم تعلن حتى الان بانتظار اللحظة المنتظرة لانتخاب الرئيس الجديد.

واذا كان البعض يتحدث عن ان سيناريو انتخاب رئيس المجلس النيابي نبيه بري ونائبه الياس أبو صعب ، سيتكرر بانتخاب رئيس الجمهورية ،فان هذا الامر لا يمكن ان يكتمل قبل تأمين أكثرية الثلثين من النواب لتأمين نصاب جلسة انتخابه وهو امر متعذر طالما لم تحصل تبدلات في مواقف بعض الكتل. ما يجعل عملية الاستمرار في طرح الأسئلة الآنفة الذكر مطروحاً.

وهذه الأسئلة لن يكون ممكناً الإجابة عليها الان قبل انتهاء ولاية ميشال عون. وثمة من يقول ان ما بعد الولاية المذكورة سيكون مختلفاً عما كان سائداً خلالها ، لجهة التحالفات والادوار والمواقف وما هي الا مسألة أيام قليلة لتبدأ الصورة بالاتضاح ولو بملامحها الأولية في الإجابة على الكثير من الأسئلة وبينها ما اذا كان ممكناً انتخاب رئيس للجمهورية خلال فترة لا تتجاوز الشهرين بعد الحادي والثلاثين من الشهر الحالي.

مجلة الشراع