مقالات خاصة

منصة فلكية 

منصة فلكية 

صفحات من مقالات نُشِرت في جريدة ((البيان)) في طرابلس للكاتبة  

***********

المنصةالأولى :

في مطلع وعييّ ، كنت أتعمّد المكوث في غرفة لصيقة بمجلس والدي- يرحمه الله سبحانه وتعالى- الذي كان يضم باقة من السياسيين ورجال الدين والإجتماع ومن مختلف المشارب ، وذلك بغية الإستفادة من المعلومات وأستشرف الأحداث وفق رؤية الكبار .

دأب والدي على سلوك الجديّة في معرض حديثه عن بعض أهل السياسة إن كان على توافق معهم أو على إختلاف ، إلاّ في معرض ذكره لرئيس الحكومة الراحل « الحاج حسين العويني » فكان إذا ذكره يفتر ثغره دائماً عن إبتسامة عريضة تقارب الضحك الناجم عن إعجابه بشخصيته الفريدة وخاصة كلمته الشهيرة « هيك وهيك » التي طالما إستعملها عند سؤاله عن أحوال البلد السياسية وأراد إختصار الموقف فيطلقها ويمشي ، وعن سائل عن الأوضاع الإقتصادية فيلجا إليها كطوق نجاة ، ومن مستفهم عن الوضع الوزاري فيفتح ذراعيه وهو يمشي قائلا « هيك وهيك » ، هذه الجملة القصيرة التي كانت معظم ردود الحاج حسين ليبقى السائل في حيرة أكثر من ما قبل طرح السؤال والإستفهام والإستعلام .

جملة على بساطتها وظرفها تحمل في طيّاتها كل الوضع ويترك للمتسائل حرية فهم الأمور حسب تفسيره الشخصي وليس تماماً كما يقصد الرئيس الظريف.

كنت أتمنى أن يكون الرئيس العويني على قيد الحياة لأعطيه تفسيراً منطقياً لمقولته التي ماتت بموته. لا شك أنّها فلسفة حكيمة صاغها الرئيس العويني بتعبير شعبي ، فكم من مسؤول كان ومازال وربَّما سيبقى في فمه ماء فينزع للجوء إلى مفردات تبدو ضبابية ، غير أنَّها تحمل في أحشائها كل تفاصيل المُعضلة لتبقى الحلول الناجعة « هيك وهيك » .

كلمة أخيرة يصح أن نقول أن عبارة ((هيك وهيك))قد تفلتت من أكفان الحاج حسين العويني ربما أدرك في حينه أنها كخبزنا كفاف يومنا…

**************

المنصة الثانية:

قرأت خبراً من البرازيل يقول أن إدارة السجون هناك في بلاد المتناقضات إبتكرت آلات حديثة تعمل ضغطاً بالأرجل من شأنها أن تولّد طاقة كهربائية محدودة ولكنها تكفي لإنارة السجن ومصابيح الشوارع والبيوت القريبة ، ولقاء كل يوم عمل مكافأة على المجهود يخصم للسجين يوم من أيام عقوبته . ويقول البحث المتمم للخبر أن تحسناً ملحوظاً طرأ على سلوك المساجين من حيث التفاؤل والسعادة والتعامل فيما بينهم ، أي بمعنى آخر أن ذلك الشخص سيخرج تاركاً كل عقدة خلّفها حجز الحرية على منهجية جديدة ليوم جديد و … دائما « أغص » لبلدي ! فكل يوم نسمع عن السجن المركزي « البريمو » رومية وغيره من مآسٍ وإكتظاظ وأمراض وإعتماد تصنيف المساجين وإختناق بزحمة الغرف الضيِّقة في أدنى مواصفات الحد المطلوب صحياً وأخلاقياً .

في بلدنا يسجن المرء لإدانته بجرم ما فيخرج متمرداً بإمتياز لما عاناه من سوء ترجمة المعاني السامية لردع المذنبين ، حيث تقول الآية الكريمة :((ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)). فمبدأ الحجز والحبس حماية للمجتمع وللشخص المدان نفسه شرط أن تكون العقوبة رسالة لما بعد إنتهاء المدة . أنا لا أدعو لسجن خمس نجوم ، ولكن لعقوبة تنزل بمقترف ذنباً على أن لا يخرج مجرماً.

بلى ، نقدر أن نعتني ونتصالح مع السجناء بالقليل من الإعتراف بإنسانيتهم والمعاملة بالحسنى وبمهنة يحملها فيما بعد صالحاً ومعتبراً . المهم أن نبدأ بإصلاح السجين وإصلاح السجن ليليق بالبشر .

هناك عبارة تُكتب على معظم سجون العالم ((السجن إصلاح)) فمن الأقدام البرازيلية المقيّدة صنعت مضخة إنتاج وطاقة كهربائية أسعدت الفاعل والحاكم، إلى أقدام لبنانية متحررة تسعى إلى الهروب من بلدٍ يعشعش فيه الظلام كان إسمه بلد ((الإصلاح والنور)) .

***************

المنصة الثالثة :

أنكر أهل وقوم «أديسون » كل محاولاته اليائسة لإستيلاد المصباح الكهربائي .

وفي إحدى المقابلات قال « ولي أمر » لأديسون : «لقد قمت حتى الآن بمائة محاولة باءت بالفشل » ، وهناك قال أديسون جملته الشهيرة التي تستحق أن تكتب بماء الذهب « نعم اليوم علمت أن هناك مائة طريقة لا تقود لإختراع المصباح ». لم ييأس ولم يقنط ولم ينل الفشل من عزيمة

«أديسون » لأنه في المائة الثانية من المحاولات أضاء بين يديه أول مصباح كهربائي على الكرة الأرضية .

مصباح « أديسون » أضاء العقول المتحجرة المتمردة ، وأضاء الطريق لدهس اليأس وأضاء أخيرا ظلمة المكان بعد ظلمة النفوس .

ماذا لو توقف « أديسون » بعد مائة محاولة فاشلة ؟ كان قنديل الزيت سيد المكان .

((أديسون)) إكتشف مائة طريقة لا تقود إلى إنتاج المصباح الكهربائي… ألا يوجد بيننا مائة عقل وحكيم ينتج لنا طريقة واحدة لإصلاح قنديل البلد؟؟؟

فلك مصطفى الرافعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi