يكفي ان اسمه نجيب زهر بقلم حسن صبرا/الشراع

مجلة الشراع 3 أيلول 2021
يجمع كل من عرف هذا الانسان الخلوق نجيب زهر انه اسم على مسمى يليق به القول : لكل امرىء من اسمه نصيب
هو علم من اعلام الإغتراب اللبناني في افريقيا – وهو من الجيل الذي كان اهل بلدته عيتا في قضاء بنت جبيل يعتبرونه مغترباً في اميركا ، وكان الجنوبيون . وربما لبنانيون كثر يطلقون على المهاجرين الى افريقيا اسم الاميركان –
عرفته من كبار المغتربين في ساحل العاج ، وبهذه الصفة استضافني عام 1986في هذا البلد الافريقي الذي ضم اعلى نسبة من المغتربين اللبنانيين واغلبيتهم من جنوب لبنان 🇱🇧 واصطحبني للقاء ألرئيس فيلكس هوفيه-بوانييه مرتين في قصره في ياموسوكرو المدينة التي يفتخر نجيب زهر انه بناها وشق طرقاتها العريضة التي يمكن لبعض جاداتها ان تصلح مهابط للطيران ..
وتدليلاً على متانة علاقاته مع بوانييه الذي كان يحب اللبنانيين كثيراً ان ابا ياسين طلب منه ان يستقبلني وان يخصني بحديث للشراع ، والاهم من ذلك ان زهر صبر سنوات على دين بملايين الفرنكات العاجية على الدولة من تكلفة بناء ياموسوكرو اثباتاً للجميل الذي ظل يحمله للرئيس وساحل العاج
اما عن مقابلتي الصحفية مع بوانييه فلا يمكن ان اكتب عنها من دون ان اذكر انها تمت بحضور الشقيقين العزيزين حسين ومصطفى ابو الحسن حيث كان مصطفى يتولى الترجمة وكان الرئيس يجيب ونظره دائمآ على نجيب ، وبعد انجازها ارسلتها الى بيروت مع مسافر قدمه لي ابو ياسين لتنشر في الشراع وهنا كانت الكارثة فقد اخطأ يومها سكرتير التحرير عبد السلام القرى خطأً لا يغتفر وهو وضع صورة المعارض الاول للرئيس بوانييه على الغلاف كأنه هو الرئيس ، لم يجن جنون بوانييه فقط وهو يشتمني امام نجيب زهر واصفاً إياي بالاصلع اللئيم بل انه امر بوقف تسليمي مبلغاً قال لي ابو ياسين انه يعادل مائة الف دولار اميركي … اعتذرت من نجيب زهر لأنني سودت وجهه بهذا الخطأ من سكرتير التحرير في الشراع الذي ما زلت اعتبره اساءة لي قبل اي امر آخر
امضيت في ساحل العاج شهراً كاملا ً كنت خلاله ضيفاً على ابو ياسين لمدة اسبوع في فندق هيلتون فلما سافر زهر استضافني الصديق السيد حسين ابو الحسن في منزله وكلما عاد ابو ياسين الى ابيدجان كان يستضيفني في منزله خصوصاً عندما كان يستقبل ضيوفاً من خارج البلاد .. وعندما رتب لي سفراً الى ليبيريا اوصلني الى المطار مؤمناً على ما ادي من اشتراكات في الشراع بما يعادل اربعين الف دولار حتى صعدت الى الطائرة قائلاً لي بما يشبه المزاح ، وابو ياسين لا يمزح ولا يمازح .. انا كنت خايف تخسر الاشتراكات متل ما خسرت المية الف دولار
وكلما زار ابو ياسين لبنان كنت التقيه وهو يقدمني الى اصدقائه بعد شخصيتي كصحافي والشراع بأنني قريبه لجهة والدته المرحومة وهي من آل صبرا في حداثا
رحل ابو ياسين وقد ترك ذكرى عطرة يتحدث عنها زملاؤه واصدقاؤه وعارفوه وهو من اعلام الأودمة والعمل الانساني في بلاد الاغتراب وفي جبل عامل
رحم الله ابو ياسين وكل التعازي لاسرته الكريمة

مجلة الشراع