على من تضحك اميركا؟/ بقلم احمد خالد
مجلة الشراع 21 تموز 2021
اليوم يغادر وفد من مكتب مكافحة تمويل الإرعاب والجرائم المالية التابع لوزارة الخزانة الاميركية بيروت بعد نحو48ساعة امضاها في لبنان ، التقى خلالها مع محاورين من القطاع المالي ومصرف لبنان وجماعات من المجتمع المدني للمشاركة في مناقشة القضايا المتعلقة بالفساد والتمويل غير الشرعي ومكافحة الإرعاب
الوفد يضم مسؤولين عن ملف العقوبات في وزارة الخارجية الاميركية ..
بما يشير الى طبيعة مهمته مع ربط التحرك بسعي اميركي لمعرفة مدى امتثال لبنان لمكافحة غسيل الاموال!!
كتبنا وقلنا عدة مرات ان اميركا تعرف كل دولار اميركي سرقه المسؤولون اللبنانيون منذ ثلاثين سنة، وفي اي مصرف في العالم اودعوه ومن هم الاشخاص المودعة الاموال بأسمائهم فماذا جاء هذا الوفد يعمل في لبنان؟
وهل يريد ان يعرف كيفية اخراج الاموال منه ؟
وهي آلية معقدة يستحيل على اللصوص الحكام الرؤوساء ومن معهم ان يتركوا ثغرات فيها، بينما تعرف اميركا خلاصة وجود هذه الاموال وتستطيع ان تخدم الشعب
اللبناني اذا ارادت بكشفها وكشف اصحابها والمساعدة على استردادها بقوانين تعيد الحق الى نصابه …
ونحن سنقدم نموذجاً على ذلك :
قوانين مكافحة غسيل الاموال اعتبرت ان استغلال الوظيفة والنفوذ للحصول على الاموال بات يعتبر غسيلاً للاموال ، وبالتالي فإن كل سياسي واداري ومتعهد لبناني يمارس دوراً سياسياً او ادارياً او تعهداً رسمياً في بلده يجب ان يخضع لهذا القانون ، وآلية كشف استغلاله موقعه سهلة وعنوانها تطبيق قانون من اين لك هذا ؟
من اين لك يا علي حسن خليل وجبران باسيل وجهاد العرب وغيرهم المئات وربما الآلاف هذه الثروات ؟
اللبنانيون لا يعرفون الا المظاهر من الثراء الفاحش لهؤلاء وغيرهم بينماالاميركيون يعرفون تفاصيل التفاصيل عن ثرواتهم غير الشرعية المهرب جزء كبير منها الى المصارف والعقارات والاسهم المختلفة ..
فلتتفضل اميركا وتعلم اللبنانيين عن الاسباب المادية لفرض عقوبات بالفساد على علي حسن خليل وجبران باسيل وغيرهما
ولتقل لنا اميركا ماذا سرق خليل وباسيل وغيرهما ؟
واين هي اموالهم ؟
ولماذا لا تكشفها وتطلع اللبنانيين عليها ؟
اليست هذه خدمة تقدم للبنان واللبنانيين الذين قد يشكل بعضهم لجاناًلاسترداد المسروقات ؟
وإذا كان هناك آليات لاسترداد المسروقات التي هربها الرؤساء اللصوص من لبنان تبدأ بأن تتقدم الحكومة اللبنانية بطلبات رسمية الى مصارف العالم لكشف حسابات السياسيين اللبنانيين وعائلاتهم واقاربهم والعاملين عندهم ومعهم الا تساعدنا اميركا في هذا وعلى اعتماد قوانين هي وحدها تقدر عليها بأن تستثني حالة لبنان من قوانين السرية المصرفية التي يحتمي خلفها اللصوص في لبنان
كي يهربوا بمسروقاتهم في مصارف وعقارات واسهم العالم
غير ان اميركا لا يهمها اللبنانيين… بل هي تهتم فقط بأمن العدو الصهيوني وهذا الاهتمام يجعلها تبحث فقط بما تعتبره مصادر تمويل الارعاب وتقصد تمويل حزب الله الذي تعتبره اميركا والعدو الصهيوني مصدر الخطر الوحيد على الكيان المغتصب
هنا..
تعرف اميركا ان القسم الاكبر من اللصوص اللبنانيين اصدقاءها وهؤلاء لن تتخلى عنهم لأنها تعتقد انهم سلاحها في مواجهة حزب الله ، والمصيبة ان هؤلاء اللصوص هم حلفاء حزب الله … فإذا كنتم ايها اللبنانيون قادرون على حل هذه الاحجية فأفيدونا يرحمكم الله
احمد خالد
الشراع
