يسود الاعتقاد في عدد من الاوساط المطلعة بان اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن تشكيل الحكومة بات مسألة وقت لا اكثر ولا اقل، بسبب الموقف الواضح والصريح لرئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل بالعمل بكل الوسائل من اجل الحؤول دون تمكينه من ذلك .
وكانت “الشراع” تحدثت قبل اسابيع قليلة عن هذا الاحتمال في مقال بعنوان ✔ 📑 الحريري بين مطرقة الاعتذار وسندان الاستمرار 📑،
وعرضت فيه لما يعترض تشكيل الحكومة من عراقيل وعقبات صار القاصي والداني يعرفها وتتصل بالشروط التعجيزية التي يضعها باسيل ، وهدفها محاولة تعويم نفسه سياسيا وشعبيا على المستوى اللبناني العام وعلى المستوى المسيحي بشكل خاص.
الا ان اعتذار الحريري لن يقدم على طبق من ذهب لباسيل، خصوصا وان الجميع مدرك وعلى رأسهم الحريري نفسه ورئيس مجلس النواب نبيه بري ان اي اعتذار في حال تم يجب ان يكون مكتملا بخطوات تضمن ان لا يصيب اي شخصية يتم اختيارها لتشكيل الحكومة ما اصاب الحريري. خصوصا وان فريق جبران – عون لم يعد يخفي ما يريده عندما يتحدث عن صلاحيات رئيس الجمهورية التي يتوهم انه قادر على استعادتها كما كانت قبل اتفاق الطائف الذي باتت السلطة التنفيذية بموجبه بعهدة مجلس الوزراء.
ومع تمسك بري باستمرار الحريري في موقعه، علما ان حزب الله يؤيد ما يطرحه رئيس المجلس ،فان البديل اذا كان مطروحا فانه يتمثل بان يسمي الحريري من يخلفه ، وهو امر لا يقبل به باسيل وعمه عون ،اللذين يريدان رئيس حكومة مطواع ينفذ ما يريدانه منه مع استحالة الوصول الى مثل هذا الامر بسبب وجود اكثرية نيابية وازنة لن تسير بما يريده الصهر والقصر الجمهوري.
