أوهام التغيير وانتخابات بعض النخب/الشراع

مجلة الشراع 5 تموز 2021

توقف سفير لبناني مخضرم امام الاهتمام الواسع الذي حظيت به نتائج انتخابات نقابة المهندسين الاخيرة وهزيمة كل الاحزاب فيها لصالح اللائحة التي اطلقت على نفسها اسم النقابة تنتفض، معتبرا ان السفارات خصوصا والغرب عموما سرعان ما سيكتشف عند اول استحقاق انتخابي شعبي ان الاحزاب ما زالت حاضرة وبقوة وان انتخابات نخبوية من هنا او تحركات شعبية من هناك لن تقدم ولن تؤخر في مسار تحكم هذه الاحزاب بمفاصل الدولة والسلطة في البلاد.

وحسب السفير نفسه فان ما يرفع من شعارات تغييرية اليوم سواء ما طرح خلال الانتفاضة الوطنية ضد الحرامية في 17 تشرين او ما يطرح حاليا سبق وان طرحتها اجيال سابقة في السيتنيات والسبعينيات من القرن الماضي ولم يتغير شيء واستمرت السلطة نفسها ولكن بوجوه جديدة اما السبب فهو النظام الذي تكمن فيه كل المشكلة وجوهرها وهو نظام طوائفي ومحاصصة وليس نظام مواطنة ومحاسبة يخلق وطنية حقيقية تعمل ضمن بوتقة واحدة في كل الصعد وفي كل المجالات.

ولهذا السبب فان السفير نفسه الذي كان يشارك في شبابه في تظاهرات السبعينيات من القرن الماضي ،يعتقد ان كل الرهانات على التغيير هي مجرد اوهام لا يمكن ان يبنى عليها مشيراً الى ان هذا النظام بات اليوم متجذرا اكثر فاكثر وصار جزءا من وعي ولا وعي الشعب اللبناني على اختلاف اطيافه وانتماءاته وعصبياته.

 

مجلة الشراع