كتب الإعلامي د. باسم عساف : ……….. متى يفطم الساسة… عن فعل النخاسة..

المهازل تتوالى كما هي الأزمات… وربما الثانية تتأثر بالأولى، وتسير سوياً.. لأن القائم بها هو نفسه من أصحاب السوابق بالحرب… والسرقة والنهب بالسلم… وأيضاً بالفساد والإفساد بالحكم…
وجميعها تنطبق على ما يسمى قادة العمل السياسي في لبنان، أو رؤساء الكتل البرلمانية والتيارات الحزبية ، التي تمتلك زمام أمور وقضايا وحاجات وخدمات وحقوق المواطنين في هذا البلد السعيد المحسود سابقاً… والبلد التعيس الحقود لاحقاً،
بفعل أياديهم الملطخة بأسوأ الفضائح والصفقات والمصالح الشخصية التي لازالت قائمة عندهم ، رغم ورود أسمائهم على جداول العقوبات الدولية والمحاكمات القضائية في لبنان وخارجه… على نيَّة : (إن لم تستح فأصنع ما شئت.)
بأي عقل وخكمة ودراية وترشيد وتسديد، نستطيع تقييم هؤلاء على أنهم قادة وساسة.. يقودون الشعب اللبناني الصابر ، الذي إشتهر على مدى سنين طويلة وعهود مديدة، بأنه شعب حيوي ومنفتح بإبداع أعماله ومشاريعه وشركاتها ، التي نافست أكبر الأعمال العالمية أو ساهمت كثيراً بإنجاحها وتقدمها أولاً على باقي مثيلاتها في معظم الدول…
وقد نال اللبناني من خلالها التنويه والتقدير خارج حدود هذا البلد.. عكس ما نجده في الداخل.. حيث سرق هؤلاء،، من يطلق عليهم تسمية قادة وساسة، تميُّز وتفرُّد اللبناني بهذه الصفات… ليحولوها هؤلاء ، إلى لعنات ووصمات عار وإحتقار لدى العالم والشعوب الأخرى خاصة للصورة الناصعة والباهرة… لتصبح قاتمة وعاهرة… بفعل أيديهم السافرة… وكلماتهم وتصاريحهم النافرة… حتى أوصلونا إلى المصائب القاهرة… والعجائب الكافرة… للأبناء والمحاسيب والذين أتوا بالمصاهرة…
إلى أي مستوى بات ينتمي هذا البلد، وقد صنف من البلدان الستة الأسوأ في العالم بعد الإنهيار الكبير بالمال والأعمال ، بعد أن كان رائدها… وأيضاً بالإقتصاد والإستثمار.. بعد أن كان ماجدها… وعلى كل الصعد التي كان يجيدها…
وباتت موزعة على العالم كله عبر أبنائه المغتربين، حيث هم بعيدون عن هيمنة وتسلط هؤلاء ممن يسمون أنفسهم قادة العمل السياسي في لبنان وهو بريء منهم…
حيث القيادة الرشيدة هي التي تقود الشعوب إلى شاطئ الأمان والرسو على أرض صلبة وخصبة للنفع العام والمصلحة العامة… والقضاء على المنافع الشخصية والمحاصصات الحزبية للأتباع والأزلام والمحاسيب في عهود النهب والسرقات، والتي تجلت وتعاظمت في هذا العهد القوي على أبناء شعبه… والضعيف أمام مستغلِّيه وحاكميه، كرمى لعيون الأسياد الذين ينفذون مؤآمرات الصراع الإقليمي والدولي على هذه المنطقة،  ومنها لبنان، للتدمير والتقسيم والتشريد…
كما نشاهدها ونشهدها لشعوب الشرق الأوسط الجديد… وكما يحلو لهم تسميته وفق خارطة الطريق التي يسلكونها للهيمنة والتسلط على مقومات وإنتاج بلدانها وموقعها الإستراتيجي في العالم للتمكين والتحكيم…
إلى متى يا من تسمون أنفسكم قادة وساسة.. تتجاذبون لمصالحكم بكسب نيابة هنا… ووزارة هناك.. ومركز جديد من هنا… ومنصب آخر من هنالك…. وكأن الشعب عندكم فقط للإستهلاك… ودوماً هو مكسر العصا الذي تتلاعبون بمصيره وحقوقه كيف تشاؤون… فقط لإرواء نزواتكم.. ولزيادة ثرواتكم… والتأكيد على عاداتكم… التي باتت وصمة العار عليكم…
كفاكم… كفاكم… كفاكم…
من هنا نجدكم تُسوِّفون الحلول.. وتُمرِّرون الوقت، وتمنعون التدخل من الغيورين على هذا البلد لإيجاد التسوية والحل.. وخاصة لولادة الحكومة العتيدة، التي يمكن لها وضع الأمور بنصابها…
وتحديد موعد الإنتخاب وتقريبه لمجيء من يمثل هذا الشعب أفضل تمثيل منكم ومن سياستكم الرعناء.. التي رسخت الأهواء.. ولطّخت الأجواء.. وزادت من الأعباء… على رؤوس الأبناء والآباء… وقد تصدرتها أزمات وفضائح الكهرباء… خيَّب الله سعيكم بهذا الوباء…
لا شك أن التغيير آت… وهذه سنَّة الحياة…