الحريري و الكتائب يسيطرون على دمشق /مساهمة من الأستاذ جورج بدر غام

في اوائل اذار عام ١٩٦٣، عاد الرائد حافظ الاسد الى الجيش بعد ان كان أُقصي عنه، و في الثامن من اذار من العام ذاته التحق بالكتائب، حسب تعبير الدكتور سليمان المدني، التي ستسيطر على العاصمة بقيادته و بالتنسيق مع اللواء زياد الحريري قائد القوات المرابطة بمواجهة العدو الاسرائيلي. و بالفعل و بموجب خطة دقيقة تمكنت كتائب حافظ الاسد و قوات زياد الحريري من السيطرة على العاصمة دمشق دون اراقة الدماء. استقطبت ثورة الثامن من اذار مجمل الجيش اليها و الى الطروحات التي تقدم بها الرائد حافظ الاسد الذي نال رتبة مقدم بعد نجاح ثورته و عيّن قائدًا للواء الجوي السابع في قاعدة الضمير الجوية، و سوف ينهض الاسد بدور مهم بهذه الصفة.
اما المجلس الوطني لقيادة الثورة فقد ترأسه العميد لؤي الاتاسي فيما ترأس الاستاذ صلاح الدين البيطار، و هو أحد مؤسسي حزب البعث الحكومة، و ترأس البعثيون المدنيون المظاهرات الشعبيه و التي ترددت من خلالها اهزوجة عالية النبرة تقول:
“في اليوم الثامن من اذار هب الشعب العربي و ثار”
اليوم و بعد مرور ما يقارب من ستين عامًا على تلك الثورة، يتساءل الشعب على ماذا ثار و إلى اي هدف ثار و إلى اي مرحلة في التاريخ قد صار؟

جورج بدر غانم