ايهما أطيب من العسل: العمل ام الكسل؟ /مساهمة من الأستاذ جورج بدر غانم

عجوز امريكي يتمشى مع زوجته على شاطئ البحر الكورسيكي التقى بشاب خارجًا من البحر مع صديقته و تبادلا حديثًا وديًا.
سأل العجوز عن عمل الشاب الذي اجابه: اوزع الصحف صباحًا، آتي بعدها مع صديقتي نسبح و نأخد حمامًا شمسيًا و في المساء نذهب الى الديسكو نرقص و نشرب البيرة. رد عليه العجوز قائلًا: في مثل سنك كنت اعمل ثمانية عشر ساعة في النهار مما اتاح لي و بعد سنين عديدة ان اجمع ثروة طائلة تتيح لي السياحة و الاستمتاع بالشمس و البحر و الرمال في اي بلد أرغب السياحة فيه. رد الشاب الكورسيكي على العجوز معاتبًا بلطف قائلًا: “بالفعل كنت غبيّاً طيلة حياتك، فهل عليّ ان اعمل نصف قرن و اكثر كي استمتع بما فيه انا الآن و عمري سبعة عشر عامًا و بكامل صحتي و قوتي و قدرتي على القيام بما يطيب لي من ملذات انت محروم منها في مثل سنك”.
انهى الشاب حديثه بالقول: “صحيح أن الكسل اطيب مذاقًا من العسل”
لكن العاملين في الهندسة المالية الذين يسرقون اموال المودعين و المساكين يخالفون مبدأ الكسل و يقدسون مبدأ العمل في مضمار الهندسة المالية و يجدون فيه مذاقًا حلوًا، طيبًا ، شهيًا لا يجدونه حتى في العسل، و لسان حالهم يقول بلا حياء و خجل و بلا ضمير و اخلاق: “اسرقوا من اموال الفقراء و المساكين و اشكروا ابليس اللعين”.