العفن الفكري و المستوى الاريتري /مساهمة من الأستاذ جورج غانم

في ستينيات القرن الماضي كان احد ضباط المكتب الثاني يتدخل في انتخابات قضاء جبيل النيابية ضد عميد الكتلة الوطنية ريمون اده؛ فما كان من هذا الاخير الى ان وضعه في صندوق سيارته و ذهب به الى اليرزة حيث مكتب رئيسه العميد انطوان سعد الذي صفع بشده مرؤوسه الظابط قائلًا له: يا جبان كيف وضعوك في صندوق السيارة و لم تقاوم؟ كان لرئيس المكتب الثاني تلك الايام سطوة و نفوذ في مرافق الدولة اللبنانية، و كان اذا سُئل اين تقع قريتك تولا؟ يُجيب: هي في قضاء زغرتا تحت اهدن. لم يقل مرة واحدة أنها فوق زغرتا إحترامًا للعائلات الزغرتاوية الكريمة ام لسبب آخر؟ اليوم، و لبنان في العفن الفكري على منصة التغريدات و الشتائم و المسبات، اذا سُئل مواطن لبناني اين يقع بلده بين بلدان العالم، حتمًا ستكون إجابته: تحت إريتريا لان هذا البلد ينعم بالكهرباء ٢٤/٢٤ خلافًا للبنان المحروم من هذه النعمة منذ القرن الماضي.
للتذكير فان صحافية سألت مرة العميد ريمون اده: لماذا لم تُنتخَب رئيسًا للجمهورية و المشهود لك بالصدق و الشجاعة، و نظافة الكف؟ اجابها العميد: “من ايام باراباس و المسيح، الناس بتفضل الأزعر على الآدمي”.
السؤال الذي يُطرح الآن “ما هي نسبة الاوادم و نسبة الزعران عند المسؤولين في لبنان؟

جورج بدر غانم