الخدمات الاعلامية

كلمني شكراً…

كتب (عامر أرناؤوط)

لطالما كانت الأعراف اللبنانية، تشكل هاجساً للقانونيين والدستوريين، الذين يُجافونها ويبتعدون عنها خوفاً من تحولها إلى قوانين عرفية يصعب تجاوزها، وبالتالي تشكل عادةً لأجيال السياسة المتعاقبة، والمتناسلة من بعضها البعض في لبنان.

ولعل ما أقْدَمَ عليه فخامة الرئيس ميشال عون، في مؤتمره الصحفي بالأمس الذي خصّصه لدعوة رئيس الحكومة لزيارته للإتفاق على التشكيلة الحكومية، التي لم يعد اللبنانيون قادرون على انتظارها أكثر يشكل عرفاً لبنانياً فاقعاً جداً.

هذا في الشكل، أما في المضمون فإنّ خطاب فخامته صدم اللبنانيين، الذين انقسموا إلى فريقين، فريق قدّر أن الاتصالات في القصر الجمهوري مقطوعة، لذلك لجأ فخامته إلى وسائل الإعلام، وفريق آخر يُقدّر أن فخامته أضاع رئيس حكومته فلجأ للإعلام، ليرسل رسالة عبر الهواء علّها تصل لدولته “الضائع”، فيهتدي إلى القصر الرئاسي لحصول المراد، وتحقيق الهدف المنشود.

فخامة الرئيس…

كان الأولى، أن تخاطب شعبك الذي يئنُّ، وأن تبرر له لماذا انقضت الشهور دون أي خطوة ولو خجولة نحو حكومة “المهمة” التي بنى عليها اللبنانيون آمالهم وأمانيّهم.

وسواء زارك دولة الرئيس المكلف، أو امتنع عن ذلك، فأنتما خارج اهتمام شعبكما، وأنتما وإن شكلتما رُغماً عنكما توليفة كالعادة“لا مقطوعة ولا ممنوعة”، فإنكما لن تبلغا مِعشار جُرأة الملك الأردني عبد الله الثاني، الذي واجه شعبه بجسده، عبر زيارته لمستشفى السلط إثر مقتل ستة مرضى بالكورونا، جرّاء الإهمال في تأمين الأوكسجين اللازم لهم.

الملك الأردني الذي نزّهه شعبه عن هذا الخطأ، لم يجلس في قصره العاجيّ، بل نزل بين المكلومين وعوائلهم، ليقول أن الفاسد يجب أن يعاقب وأنّ موت مواطن واحد، كفيل بالإطاحة بالوزارة والوزير، والحكومة والعشرات من المسؤولين. فكيف بكما وأنتما أمام المئات من الشهداء في المرفأ، بفعل انفجار 4 آب والآلاف من الجرحى والمعوقين وأمام بيروت التاريخ والحضارة المدمَّرة، والتي ما زالت تبكي حتى الآن، وتفتقد المبلسمين لجراحها والمعالجين لندوبها.

فخامة ودولة الرئيسين…

إن أفضل ما توقّعانه اليوم في القصر الجمهوري، استقالتكما وتخليكما عن المسؤولية، وردّها إلى الشعب مصدر السلطات.

وأعدكما أن الدولار ساعة إعلانكما “المبارك”، سينهار إلى ما بعد بعد ما يمكن أن تحققونه لشعبكما، من تشكيلكما لحكومة في أحسن أحوالها ستكون حكومة “حسان دياب الحريرية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi