مساهمة من الصديق الاستاذ عامر صافي

معالي احمد خليفة السويدي. مستشار رئيس دولة الإمارات. وزير خارجية سابق..
*كورونا لم تأت لتقتل *
مقال يستحق التأمل
🖊بقلم معالي احمد خليفه السويدي “” حفظه الله تعالى
كلمات تقشعر منهاالأبدان وتلين منها القلوب .

“كورونا” لم تأت لتقتل وتبيد ،
“كورونا” جاءت لتحيي .
نعم ، جاءت لتحي ضمير اﻷمة ،
جاءت لتوقظنا من غفلتنا ،
جاءت لترينا صغر حجمنا ﻷننا عجزنا أن نرى جرثومة استطاعت أن تهدد الكون بأكمله رغم صغر حجمها التي تكاد لا تذكر ، جاءت لتقول لنا أن هناك ربّاً غفلنا عن ذكره وهو القادر على استبدالنا في عشية وضحاها ، ذرة لا تكاد ترى بالعين المجردة أوقفت العالم بأسره ولم تقعده ، شلت أركان دول وأمم ، اهتزت لها منصات العالم ، وتحركت باسمها منظمات وجمعيات
كنا نظنها مجرد فايروس ابتلي به أقوام لم يعرفوا اﻹيمان والتحصين والتوكل على الله ، كنا نردد : تسلطوا على اﻷقلية المسلمة في بلادهم فسلط الله عليهم جندا من جنوده ، الذي لا يعلمها إلا هو ، أوقفت على إثرها مدارسهم
و معابدهم ومصانعهم ،
أما نحن ماذا حل بنا ؟
فقد أوقفت “كورونا” أقدس مقدساتنا عن بكرة أبيها ، أوقفت أطهر بقاع اﻷرض عن السنة التي فطرها الله عليها ، والله إنه لمصاب جلل ، تهتز له القلوب وتقشعر له اﻷبدان ،
هل أدركنا عظم مصابنا ؟
لو كان لكورونا فقط أنها أوقفت الطواف لساعات لكفى بنا من ألم ، مع كل هذا لم تدمع أعيننا ولم تهتز مشاعرنا ، أمسينا ونحن نتبادل اﻷخبار عن إغلاق الحرمين وإيقاف الطواف والزيارة في الروضة وكأننا نتحدث عن إغلاق مول تجاري ﻷمر طارئ ساعات وسيتم فتحة ، “كورونا” ليست وباء للبشرية ، والله لنحن الوباء على هذه اﻷرض إن لم نستغفر ونتوب إلى الله ، والله سيستبدلنا وسيأتي بأقوام يستغفرون ويتوبون إليه .
“كورونا” إن لم توقظنا من غفلتنا ولَهونا عن ديننا ، والله سنستيقظ على ويل شديد ، نستيقظ وقد سُلب منا ديننا وقيمنا ، هي مجرد فايروس أخافتنا وأرعبتنا وقضت مضاجعنا ، فكيف برب هذا الفايروس ؟
ألا يستحق أن نخافه ونتضرع إليه وتضج مضاجعنا ليرحم ضعفنا .
“كورونا” إذا ذهبت ولم توقظ ضمير اﻷمة ،
فتأكدوا أننا نحن الوباء على هذه اﻷرض .

(( فاعتبروا يا أولي اﻷلباب ))