المطلوب اليوم إنشاء مجلس تنسيق لمدينتنا طرابلس .

الشيخ مظهر الحموي

لا شك أن الجميع يعلم بأن أحوالنا في طرابلس لا تفرح صديقاً ولا يحسدنا عليها عدو ، لهذا يتطلب منا جميعا تبصر مواطىء أقدامنا وتدبر أوضاعنا من خلال خلوة مع النفس مع صفاء الذهن والنية الخالصة لأن نستشف أخطاءنا منهجاً وسلوكاً وأسلوب عمل.
وجدير بنا جميعا بعد أحداث طرابلس المؤلمة أن نتداعى إلى جلسات مشورة وحوار وتبادل آراء وتناصح في مجلس تنسيقي جامع نطرح فيه نتوءاتنا جانبا ، ونتخلى عن حساسيتنا ، ونخفف من غلوائنا وتعنتنا من أجل قراءة جديدة لمسار الحياة في طرابلس بما تضم من مختلف أنواع المنطلقات والأهداف والأساليب ( وأمرهم شورى بينهم ).
ولا يجوز أن ترتعد الفرائص وتنطلق التأويلات فيما ندعو إليه ، بل ان هذا المجلس سيبعث الإطمئنان في نفوس عامة الطرابلسيين حيث يجب أن يكون الجميع متحدون ومتآخون في حب طرابلس فتقوى الشكيمة وتشتد العزائم وتقوى الهمم وتسد منافذ التفرقة والتفرد ولا يكون في وسع الذئب أن يسطو على الغنم كما جاء في الحديث الشريف ( إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية )
وهذا المجلس واجب العمل لإنشائه بالسرعة القصوى ولا مبرر للتسويف أو المماطلة، بل ينبغي أن لا تيأس المحاولات من أجل تحقيقه جاعلين نصب أعيننا قول الله تعالى ( ..ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون).
ولا أحب أن أدخل في آليات نظام هذا المجلس فهو متروك للجنة المختصة المنظمة له والتي ستختار من كافة القيادات والفعاليات المتنوعة ، ولكني أقترح أن من أولى مهمات المجلس رأب الصدع والتنبه مسبقا إلى ما يكاد ويخطط لطرابلس والوقوف في وجه المتآمرين الحاقدين على مدينتنا .
وأظن أن المخلصين من أبناء طرابلس سيتلقفون هذه الفكرة وسيتلاقون على بركة الله من أجل تحقيق أعظم خطوة ينتظرها عامة الطرابلسيين وخاصة في مثل هذه الظروف الحالكة لقيام مجلس تنسيقي شامل يعيد الحياة الكريمة لطرابلس لكي تبقى وتكون وتستمر وتتطلع الى مستقبلها وتحفظ كرامتها وحقها ووجودها .
أخوكم الشيخ مظهر الحموي