الخدمات الاعلامية

كتب الإعلامي الدكتور باسم عساف :* *عصر النفاق ….قضى على الوفاق .

*(الكذب حبله قصير ) ذلك المثل والمقولة التي تعكس حقيقة الكذب ، الذي ينكشف لا محالة ، وبوقت قصير ، مهما كانت حبائله مُحكمة ومدبَّرة من أسيادٍ له ، قد إمتهنوا الحِيَل الماكرة لتغطيته ، التي تنطلي على السُذَّج أو الغافلين ، أو الذين يُعطِّلون العقل ، بشتى الطرق الملتوية والمنحرفة عن الحكمة ، التي هي ضالَّة المؤمن ، أنَّى وجدها إلتقطها ، وإلتقط معها طريق الرشاد الذي يوصله إلى الحَقِّ والحقيقة ، التي تدمغ الكذب وتفضح سُبُل إلتواءآته مهما كان إمتداد حبله …*
هذا الكذب الذي بات أسلوباً ممتهناً لدى العديد من البشر أكانوا فرادى ، أم كانوا جماعاتٍ في دولٍ ومؤسساتٍ ومنظماتٍ وجمعياتٍ ، ومجموعاتٍ فئويةٍ أو حزبيةٍ أو عنصريةٍ تهدف للوصول إلى غايتها ، ولو تلوَّنت بشتى الألوان أو تغير شكلها بالعديد من الصور والمشاهد ، التي تبدو بمسرحياتٍ دراميةٍ أو فكاهيةٍ ، لتنال ثقة المشاهدين أو المستمعين ، ولتشد الأنظار لما تحيكه من إبداعاتٍ وبهرجاتٍ لتدخل إلى العقول الموجَّهة إليها ، حتى تُفسِدها بالمعلومات والخبريات ، التي توصلها إلى الغاية المنشودة ، مما إستخدمت فيه الوسائل الجاذبة للتصديق والإيمان به …
*فمن هذا الكذب على صعيد الدول : ما يجري حالياً على أرض فلسطين السليبة ، من إدِّعاء الكيان اليهودي ، بأنها أرضه ويريد بناء الهيكل المزعوم من أيام مملكة داوود ، وعلى أساس ذلك ، وإستغلال كذبهم ، فقد إتهموا أهل فلسطين الحقيقيين ، بأنهم إرهابيون ويريدون قتل اليهود ورميهم بالبحر ، حيث أتوا عبره من شتات الأرض ، ليثبتوا كذبتهم الكبرى بإقامة دولة إسرائيل والوطن الفومي اليهودي فيها …*
مع هذه الحجَّة المزعومة ، ليمتدَّ كذبهم بإغراءاتٍ للرأي العام العالمي ، بأنهم مظلومون ويواجهون القتل والإبادة والتشريد ، من الوحوش البشرية التي تعتدي عليهم ، فقط لأنهم يريدون إقامة السلام ويعيشون حريتهم ويسعدون بحياتهم ، ولكن الأوباش هؤلاء المتهمون ، لا يريدون لهم ذلك ، ولا يسمحوا بإقامة دولة لهم ، عبر إستخدام الإرهاب والقتل والتهجير ، وهذه الكلمات قد إستداموا عليها ، من بداية وصولهم إلى أرض الميعاد (كما يسمونها ) ، ومن هنا برروا قيامهم بالمجازر الإبادية لأهل فلسطين ، ونقل المَشاهد والصور على أنهم هم الضحايا ، والتشنيع قائم بهم من الإرهابيين ، لأنهم اليهود الذين قدموا ليحُجُّوا في ديارهم المقدسة …
*إستمر هذا الكذب ، حتى آخر الأحداث من عملية (طوفان الأقصى) ، التي زلزلت كيانهم وبنيانهم المركَّب على الكذب والإفتراء ، بتصريحات وتشويهات للحقائق ، بأن الإرهاب ضرب الآمنين منهم وذبح لهم أكثر من أربعين طفلاً ، ونشروا ذلك بوسائل الإعلام في أصقاع العالم ، ومنها جريدة نيوزويك اللندنية وغيرها ، وقد إنطلت على العديد من الدول التي سارعت للدعم والمساعدة ، وأولها أمريكا ، التي صرَّح بذلك رئيسها بايدن ، وكتبت صحفها عن تلك المجزرة الرهيبة ، ولكن حبل الكذِب قصير …*
من فمك أدينك ، حيث قامت العديد من نساء المستعمرات ، التي إستُهدِفت بالعملية لتقول : بأن المقاومين لجيش الإحتلال ، قد راعوهن وعاملوهن بأسمى التعامل ، وأكرموهن بالتخفيف عن روعتهن وأطفالهن ، ولم يمَسُّوا أحداً منهنَّ ، لا بالقول ولا بالفعل ، فكانت الفضيحة الكبرى لكذبهم ، ولكذب الرئيس الأميركي والمراسلين بأن إعتذروا للرأي العام فوراً ، وعلى إثرها قامت المسيرات والوقفات التضامنية في شتى بقاع ودول العالم ، ومنها التي هي أشد تأييدا للكيان اليهودي ، المفضوح بالكذب والنفاق ، والمكشوف بهشاشة تبريراته بالإحتلال والإحتيال والإستغلال …
*الكذب والنفاق لدى الوجه الآخر للإحتلال اليهودي لأرض فلسطين ولمياهها ، وما تختزنه من إنتاج ومقوِّمات الإقتصاد فيها ، فقد تم إكتشاف الغاز والبترول في شرقِ البحر الأبيض المتوسط ، وبقدرة قادر تمت أكبر مسرحيةٍ هزليةٍ ، من خلال الكذب والنفاق ، التي مارسه أركان الكيان مع الأمريكان ، ومبعوثهم أونشتاين ، مع المنظومة السياسية في لبنان ، وبالخيانة الكبرى البادية للعيان ، بالتنازل وبتشريع مُلكية حقل كاريش لليهود ، وهم يعلمون وجود الغاز فيه بالبيان ، والتنجيم مع العرَّافين ، الفرنسيين والإيطاليين والقطريين ، لوجود آثار الطاقة في حقل قانا من الحفَّاريين ، لِيُتبِعوا البلوك التاسع إلى الرابع الفارغين ، ولا نجد هذا الكذب إلا عند الفاسدين ، الذين يتَّصِفُون بالوصوليين والنفعيين والإنتهازيين ، الذين إغتنوا على حساب اللبنانيين والفلسطينيين …*
*( لقد ظهر الفساد بالبحر والبر بما كسبت أيدي الناس)* ، وبات التكاذب هو لغة العصر ، ومعظم العالم باتوا يمتهنون هذه اللغة ، على أساس القاعدة الشيطانية ، التي أطلقها اليهودي ميكيافيللي ، والتي باتت تُدرَّس في كليات العلوم السياسية ، والتي تتبعها معظم الدول والمنظمات الدولية ، خاصة من تدَّعي حقوق الإنسان والمرأة والطفل ، كما حدث للطفل الوديع في شيكاغو من طعنات غادرة ، ولآلاف الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين من قتلٍ غادر ، وأيضاً بالتباهي بالديموقراطية والحريات العامة ، وهي تتعامى عمَّا يحدث من قصف ٍ وتدميرٍ والحصار المعيشي والإنساني عن ملايين الناس وكبت حرياتهم ، فقط لأنهم من غير الساميين بنظرهم ، ووجوب تطبيق الميكيافيلية بحقهم ، ألا وهي التي يسلك دربها كل المنافقين والكذابين في العالم ، أفراداً وجماعات ، وتنَفَّذ في كل المجتمعات والتي يقول فيها : *( الغايَة تُبَرِّرُ الوَسِيلة)*…
*وهذا ما ينفذه الكيان المغتصب لفلسطين ، وما يَدَّعيه مجدداً في غزو قطاع غزة، وكل الدول التي تمتهن الإحتلال والإستغلال والإحتيال ، كما إمتهنتها دول الإستعمار ، مع الشعوب المقهورة بالقوة والسلاح ، وكما إستخدمتها إنكلترا مع العربان ، بوعد بلفور ورسائل ماكماهُون ، الذين إرتضوا بالذل والهُون ، وكما يستخدمونه بالتطبيع اليوم أبناء صهيُون ، للإتفاق والوفاق معهم بما يَمتهِنُون ، وغايتهم بالتفريق لغيرهم بما لا يَتّفقُون ، حتى يتكرَّس عصرُ النفاق بما يَصبُون ، ليقضي على الوفاق بين الرفاق لمدِّ يد العون ….*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi