من هنا نبدأ / من هزم سنة لبنان؟ – بقلم حسن صبرا
مجلة الشراع 30 كانون الأول 2020
اول من طعن سنة لبنان الذين بلغوا الذروة في عهد رفيق الحريري هو من اغتال الرجل الذي بدا لسنوات عديدة انه اقوى زعيم لبناني على الاطلاق ..
ويجب ان نسجل ان قوته لم تأت فقط من عروبته وسنيته غير الممنهجة بل من هذه وتلك ومن افق مشروعه الواسع على امتداد الوطن على قدر ما كان يسمح له حافظ ثم بشار الاسد عبر غازي كنعان ورستم غزالي..
الاغتيال الثاني للسنة في لبنان،
ان العرب كلهم لم يستطيعوا حماية رجلهم الاول في لبنان الذي استطاع القيام بادوار العرب على امتداد العالم بما له من احترام كشخصية عالمية على صلة مع الكثيرين من قيادات الدول الكبرى في كل القارات..
عزل السنة في لبنان بعد ذلك،
جاء من عزل العرب انفسهم عن قضية فلسطين بما هي قضية عربية انسانية.. وعلى قدرة ما كان تخلي العرب عن فلسطين ضعف لها فإن الذي زاد في ضعفها هو اعتبارها قضية اسلامية بقدر ما يسعى الصهاينة لإعتبار فلسطين ارضاً يهودية – دينية.. لأن اعتبار الصراع قضية اسلامية – يهودية ينتزع فلسطين من ابنائها من دون ان يتسلمها العرب والفلسطينيون من ضمنهم ..
وهذا لا يعني أبداً الا يكون للعرب مسلمين ومسيحيين.. سنة وشيعة ودروزاً وعلويين دور كعروبيين يرون فلسطين جامعة موحدة تستدعيهم جميعاً للقوة عبر الحرية والعدالة والوحدة ..
ما زاد في ضعف السنة في لبنان بعد مقتل الحريري الاب والتخلي العربي الذي تدحرج حتى كاد اللبنانيون والسنة تحديداً ينسون الحضور العربي الذي صار اعلى الاماني فيه حضور السفراء او الدبلوماسيين الاقل تمثيلاً بينما نجد ان دولاً اخرى اجنبية واسلامية تتبارى في ارتفاع مستوى تمثيلها..
بعض العرب يعاقب السنة في لبنان لأنهم لم يحملوا السلاح ولم يشكلوا ميليشيا لمحاربة حزب الله، ويبدو ان هذا هو شرطهم الرئيس لمساعدتهم..
ولما لم يتجاوب السنة قيادات وقواعد ومواطنين لبنانيين لهذا المطلب الفتنوي حرموا من اي مساعدة او احتضان او حتى حضور سياسي او دعم معنوي فتراجعت مؤسساتهم واقفلت مدارس لهم واستبيحت ادوارهم وتراجع تمثيلهم…
هزمت السنة،
حين جرى تهميش ضمير الوطن والسنة سليم الحص وتراجعت العروبة واكتظت المساجد بثقافة الدواعش وصارت الاحزاب الافغانية نموذجاً والطورانية التركية باسم الدولة العثمانية مرجعاً..
يخسر السنة في لبنان باستمرار آثار الجريمة التي ارتكبها سعد الحريري بإنتخابه ميشال عون رئيساً للجمهورية يوم30/10/2016 ومقدمات تلك الجريمة في صفقات لا اخلاقية عقدتها قيادات سنية مع صهر عون الصغير وهي قيادات جاء بها الحريري الابن لا يعرفها السنة ولا تعرف السنة بل ولا تريد ان تعرفهم الا بما يضيق الى ارصدتهم المالية!
هزم السنة،
حين بدأ التخلي من وزرائهم عن مواقع سنية لمنافع شخصية وحين تسلم مواقع السنة فاسدون يجيدون سرقة المال حتى مال السنة انفسهم وبلدية بيروت ومجلس الاعمار نموذجاً
هزم السنة،
حين سجن المواطن الفنان زياد عيتاني ولم يجروء الزعيم السني واتباعه على الدفاع عنه حتى لا يخسروا اقارب الضابط المفترية سوزان الحاج..
وهزم السنة،
حين اتهم المناضل زياد حمصي بالعمالة لإسرائيل على الرغم من انه ابلغ قياداته السنية بالامر ولم يتجرأ على الجهر بشهادة الحق الا الوزير السابق اشرف ريفي، وفي حين تخلى عنه الحريري الابن فإن الذي تولى الدفاع عنه هو خصم الحريري الوزير السابق نقولا فتوش، وعندما خرج زياد من السجن بعد عدة سنوات من الظلم زحف البقاع السني لاستقباله في تعويض عن تقاعس الزعماء او المزعومين
هزم السنة في لبنان حين عجزوا عن استيعاب مراهقة الشيخ احمد الاسير الطريفة الذي كان يلعب في فراغهم فلما وقع عجزوا عن تبرئة انفسهم من تهمة تبنيه وتحريكه كما عجزوا عن نصحه واخيراً عجزوا عن حمايته..
تخيلوا كيف يخرج العميل الصهيوني المعترف فايز كرم من السجن
تخيلوا كيف كاد ان يخرج العميل المجرم المعترف ميشال سماحة من السجن..
تخيلوا كيف يسافر العميل الموصوف عامر الفاخوري من السجن الى سفارة اميركا…
تخيلوا كيف عجز كل قادة السنة رؤساء وزراء ووزراء عن توفير مجرد محاكمة لإسلاميين او متهمين لم تثبت ادانة كثيرين منهم
تخيلوا كيف جرى تعذيب مئات الاسلاميين ( لم تثبت بعد ادانتهم لأنهم لم يحاكموا) ويتم نشر صور التعذيب والجلد بالسياط اللاذ عة وهم شبه عراة ولم يتحرك زعيم سني واحد!
هذه وغيرها تحصل فكيف يظل السؤال قائماً: لماذا يهزم السنة ؟
السؤال المنطقي هو: طبيعي ان يهزم السنة لكن كيف يعودون الى قيادة الوطن ؟
اقرؤا ما ورد اعلاه .. فمن هنا نبدأ
مجلة الشراع
