مقالات

ماذا أعد السُنّة لمواجهة التيارات الصعبة التي تزحف عليهم بكل أخطارها وأحقادها ومكائدها*/ الشيخ مظهر الحموي ..

 

نحن اليوم نحمل عيوناً بلا بصر وآذاناً بلا سمع وأفواهاً بلا ألسن وإحساساً بلا إدراك وقلوباً بلا وعي ، ولذلك راودنا الشقاء وألم بنا البلاء وحاوطتنا جحافل الأعداء ، والله تعالى يقول: أَوَلَمَّاۤ أَصَـٰابَتۡكُم مُّصِیبَةࣱ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَیۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَـٰذَا قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡ…
كم نحن اليوم بحاجة الى عقل نفكر به يجعلنا ننظر إلى أبعد الآفاق ونتعمق في عمق الحقيقة وننظر الى مسببات الأحداث وما وراءها ، لا أن نعيش فيه ضائعين تحكمنا ردود الفعل أو نعيش بالحدث اليومي أو الآني حتى أصبحنا مثلاً للتآكل والترهل، لأننا لم نحكم العقل الذي يقودنا إلى أن الإعتصام قوة وأن التفرق ضعف وأن الأنانية تشرذم :(وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَـٰازَعُوا۟ فَتَفۡشَلُوا۟ وَتَذۡهَبَ رِیحُكُمۡ..)
بحت حناجرنا ومزقت شراييننا ونحن ننادي بقول الله عز وجل: (وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِیعࣰا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ … ) ولكن لا أحد يسمع ولا من مجيب .
وهكذا ننتقل من جولة صعبة الى محطة غير مستقرة نخوض الواقع المرير ونمخر العوالم المجهولة ونركب الأمواج العاتية ولا نرى إلا ضباباً ملتفاً ودخاناً متصاعداً ينذر بغيوم داكنة قد تعكر صفو الأمن الذي ينشده الجميع ، لأن فئة كبيرة من الناس باتت تتذوق مرارة الظلم الإجتماعي والسياسي والإقتصادي ..
فئة كبيرة لا تجد المأكل والملبس وتتنفس بالتقتير ، تتضور في الواقع وتخاف الآتي الأعظم لأن الناس يرون صيفاً وشتاءً على سقفٍ واحدٍ … تطبق القوانين على قومٍ وتسوّف كل المسائل على أقوام آخرين، لهذا لا يستقر لنا قلب ولا يهدأ لنا بال ، والناظر اللبيب في أوضاع لبنان بصدق وبموضوعية وتجرد يجد أن كل الطوائف بنت لها دولا داخل الدولة لأنه كان لها رأس يفكر وسواعد تبني المكتسبات ( ولو كانت غير شرعية وعلى انقاض الآخرين ) وتحافظ عليها عبر المرجعية الواحدة وبدعم الأحزاب المذهبية الصرفة إلا المسلمون السُنّة لأنهم خلوا من عقدة الوجود وعاشوا في حلم الإمتدادات العريقة فإمتلأوا عقدا لم يشعروا بها وضيعوا الإمتدادات لأن المرجعية لم تربطهم بها.
كل طائفة في لبنان تعرف ما تريد وتفكر في أحدث الوسائل والدراسات الإستراتيجية لضمان بقائها وتحصين أفرادها ومجتمعاتها …فماذا أعددنا نحن لمواجهة التيارات الصعبة التي تزحف علينا بكل أخطارها وأحقادها ومكائدها…
أخوكم الشيخ مظهر الحموي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi