جنبلاط.. كل حركة فيها بركة / بقلم حسن صبرا
جنبلاط.. كل حركة فيها بركة / بقلم حسن صبرا
جنبلاط..كل حركة فيها بركة / بقلم حسن صبرا
مجلة الشراع 23 حزيران 2021
عدا عن ايمان وليد جنبلاط بقول تشرشل ان الغبي وحده لا يغير آراءه في السياسة ، وعدا عن ان الهم الدرزي يتحكم في كل مواقفه المرحلية والاستراتيجية ، فإن وليد بيك هو من فئة المتطيرين اي الذين ينظرون للتشاؤم حتى لا يندموا اذا تفاءلوا…
كثيراً ما وصل تشاؤمه حد القناعة بأن كتابه يحمل له الرحيل قبل بلوغه الستين او عند هذا السن وها هو في السبعين لا يتفاءل حتى لا يندم ، وهويحاول الاستمرار في البيت الجنبلاطي وهو ايضاً لا يتفاءل حتى لا يندم ، ويحذر الدروز ، في معرض تحذيره اللبنانيين بأن الايام والاسابيع والاشهر المقبلة تحمل اليهم اخبار السوء والقحط والاقتتال ، وهو الأدرى بالبيت الدرزي وإختراقاته المؤذية للوجود نفسه ، وهذا يحصل في حالة السلم او الاستقرار والشبع فكيف بنقيض هذا كله في حرب او حروب في فلتان امني واجتماعي ومعيشي ومالي حيث الجوع كافر لا يفرق بين ملة واخرى بين جبل وسهل بين زعيم يهتم بناسه وزعماء يركبون ظهور اولادهم ومن معهم حتى لا تغرقهم المياه وليذهب الابناء غرقى فطسى ومفقودين
لذا
قال جنبلاط لأحد حديثى النعمة من السياسة والسياسيين الدروززاره منذ فترة في دارته في بيروت؛ اضبط لسانك ولا تغرك الكاميرات كي تتحدث كأنك مونتغمري ، مهما فعلنا ومع من تحالفنا نحن لن يزيد عددنا عن عدة نواب لا يمثلون فرقاً حتى لو كانوا كتلة واحدة متماسكة!
جنبلاط الذي كان يملك كتلة وازنة من النواب استعاض عنها بمواقف وازنة في علاقاته السياسية – وكلها مرحلية رافضاً ان يحشر في اطار مبدئي مع احد- فهو ليس على خلاف جذري مع عون وليس معه على طول الخط ، وشتان بين جنبلاط الذي شد عصب الحريري لمناهضة آل الاسد حتى طرد جيشهم من لبنان وبين دعوته الى تسوية لا تعني سوى تنازل الحريري لصهر عون الصغير الآن … لكنه هو نفسه جنبلاط المهموم الآن بترتيب البيت الدرزي يزرو من هو اصغر منه ويستقبل نكرةً …
هم جنبلاط همان :
الاول في لبنان مستعد للمساومة والتنازل لحماية الدروز وليس قبله هم آخر خصوصاً وهو يروج ان لبنان سيخضع بشكل او بآخر لوصاية دولية تؤمن الطعام للبنانيين وتوزيعه عبر المؤسسات الدولية ،وجنبلاط بتطيره يؤكد ان تأمين الطعام سيتبعه فرض التسويات لكنها لن تنفصل عما يجهز لما تبقى من سورية ، وفي هذه النقطة ينقل عنه قوله : ما عاد آل الاسد يملكون انياباً لينهشوا فيها لحوم اللبنانيين ، لأنهم يحتاجون من يغطي اجسادهم العارية
هنا يأتي الكلام عن الروس الذين يدين آل الاسد لطيرانهم في البقاء على قيد الحياة وعلاقة جنبلاط التاريخية مع موسكو لم تشفع له عندهم .. وقديماً قال بشار لسيرجي لافروف الذي عرض انه سيأتي بجنبلاط كي يصالحه ( 2007) نحن نعتبر ان جنبلاط مات ولكننا مستعدون لإستقبال تيمور … وعندما قيل ان تيمور زار دمشق منذ عدة ايام ، وروجت جماعة 8 آذار اسماء الوفد معه وسارع الحزب الاشتراكي الى نفي هذا الخبر لم يستبعد اي سياسي هذا التحول لكن الامر الحاسم هو عند موسكو…
القيادة العسكرية الروسية الحاكمة في سورية انتزعت من بشار قراراً يفتت منهجية جيشه
بحيث سمح للدروز ان يخدموا داخل المناطق الدرزية في سورية وتحديداً في السويداء ، والبعض يقول ان بشار وافق على هذا الاستثناء للدروز لكنه رفض استثناء آخر لأهل درعا بالخدمة في محافظتهم
وفي حين يروج جماعة بشار بأنه لم يتنازل للدروز بل انه وجد من الافضل ان يكلف الدروز بالخدمة في مناطقهم حتى ” يتفرغ العلويون للخدمة في مناطق اخرى!؟!؟”
القرار الروسي لم ينزل برداً وسلاماً عند شقيقه ماهر الذي يحمل جنبلاط منذ زمن بعيد مسؤولية رفض الدروز في السويداء الالتحاق بجيوش آل الاسد … وهذا هو هم جنبلاط الثاني
اليست هذه الحصارات المفروضة على جنبلاط مدعاة كي يبقى في حالة حراك وربما من اجله كانت مقولة في الحركة بركة
حسن صبرا
الشراع
