محطات القطار اللبناني

محطات القطار اللبناني

محطة أولى:
كثيراً ما يحلو للسلطويين في أربع رياح المعمورة إستحضار “خديعة حرب”
جديدة لقهر الشعوب ولإلهائهم عن قضاياهم والكل لا يخفي إعجابه باستنباط حكاية “حصان طراودة” الخشبي العملاق المحشو بالمقاتلين المختفين في جوف الحصان وهذا ما لجأ إليه جيش الإغريق بعدما فشلوا في حصارهم لطراودة وإحتلالها وكان لهم ما أرادوا وأخذوا المدينة العصّية بينما كان جندها في مهرجان فرح .
حصان طراودة نشعر به في كل قانون أجوف ظالم خارج الإنتظام المثالي لحكم العدل .نراه في تفقير وتجفيف الحد الأدنى من العيش بعد ” لعبة الثلاث اوراق” نراه امام المصارف والمخازن ومحطات المحروقات .نراه في إستخفاف السلطوي لهموم ومآسٍ وموت مجاني فقد قال أحد الحكام لا الحكماء عندما خسر حرباً ” المهم أن يبقى النظام”وكذا الف كلم مقتطعة من الخارطة الوطنية لا تفتّ من عضد الممانعة!
..في مرة منذ سنوات وكنت شاهداً على قصص الحاكم الذي نقل اليه الجلاد ان تململا يسرى مسرى الهشيم في النار فإبتكر من “الحاشية والبطانة” فكرة إبليسية بأن حدّد وقت شراء الخبز من الأفران من الخامسة الى السابعة صباحا وبعدها لا رغيف خبز ولا في السوق السوداء ..كان حديث الناس وقت الخلود لإستراحة على كراسي القشّ في المقهى الهشّ هو السؤآل الوحيد المتداول بالحصول على الخبز أم فات البعض ” قطار القمح” وفي شهادة ثانية أن جمهورية الصين الشعبية تحسسا منها لحاجة البلد الصديق الفلاني أرسلت لهم هدية هي عبارة عن حمولة سفينة تجارية ضخمة من الشاي الذي تتنتهي صلاحيته بين ليلة وضحاها والقمر الذي تلاها في خسوف اخلاقي لان السلطوي أجبر التجار ان يشتروا شاياً مع كل طلب تموين غذائي وتاليا لجا التاجر لحماية مؤسسته فأشترط بيع الأرز والسكر والحليب مع كمية من الشاي حسب قيمة الفاتورة.وأيضاً كان حديث المساء لا سمرا بل قهرا عن مخزون الشاي الرديء في المنازل التي كانت الضيوف ترفض ضيافة الشاي المعتق .طروادة متنقلة في يومياتنا وعلى كل من يكتشف حصاناً خشبياً مركونا عند منعطف ان يقدم إخبارا للقضاء ..
محطة ثانية:
تروي إحدى رحلات مكتشف ما .انه نزل في شواطئ بلد يحكمها قانون واحد ” قانون الموز” فأدرك المكتشف أن بلاد الموز من الطبيعي ان يحكمها القرود ..
محطة ثالثة:
مجموعة من الحكماء تنادوا لإجتماع طارئ للتداول في تفاقم الوضع الإقتصادي وبعد أن راجعوا الدستور والنصوص خرجوا بتوصية واحدة ” أن تجميد العمل بالنصوص وحجز الفلوس عائد لفائض في اللصوص”
محطة رابعة:
حماقة الصواريخ التي لم تطلب هويات ركاب الطائرة المنكوبة ولم تقم بفحص الخارطة الوراثية لهم ولمعتقداتهم إختصرت الوقت تحت مسمى “التفتيش على الأرض” فالأشلاء أصدق إنباء من الكتب .وقالت الامثال “الإعتذار المتأخر والمرفوض هي قبلة على جبين ميّت ” .
محطة اخيرة:
مثل بسيط ربما يختصر المشهد اليوم يقول”
قيل لفرعون من فرعنك .قال تفرعنت ولم يردعني احد…”
..وما زال الموقف من التأليف يتراوح بين ..تأهب ..إسترح ..أسبل
والعودة للمربع الأول.
الإعلامي المستشار احمد درويش
المدير التنفيذي لمركز النهوض