محطات القطار اللبناني
محطات القطار اللبناني
محطة اولى
بتوقف إجباري فمن مقولة ” تنذكر وماتنعاد” ومن باب اولى طرح ثقافة التذكير الذي ينفع ” المؤمنون”
المؤمنون حقاً وليسوا الذين يتاجرون اليوم بالأكفان والنعوش والقبور البعيدة المنال عن مأوى للفقراء فالقبر صار اليوم ترفاً..
التذكير الملّح بدخان يشبه ال حد كبير عشية إغتيال ولي عهد النمسا فرديناند وزوجته على يد صربي في سراييفو في حزيران ١٩١٤
نعلم كيف بدأت الحرب ونعلم أنها خلّفت وراءها عشرات ملايين القتلى وأيضاً مثلما يقول المثل “مفتاح البطن لقمة ومفتاح الشر كلمة”
وهذا أيضا ما حدث في عام ١٩٣٩ من حرب كونية ثانية إثر معارضة المانية لمعادة فرساى ونمو مفرط في القوة اليابانية وحضور قوي للفاشية الإيطالية وجنون البقر الذي عصف بالفوهرر هتلر وحلم إمتلاك العالم
نعلم كيف بدات مشاريع المقابر الجماعية لملايين سقطوا من البشر جراء نزعات أو مواقف أو مكابرة .
اليوم يتذكر القطار الهرم ويخاف من عودة لجنون العظمة عند افرقاء باتوا على وشك “كبس الازرار” فهذه الحرب أن وقعت لا قدّر الله فهي ليست بحاجة لجيوش جرّارة بل إنها الحرب الذكية المدمرة وحقا لا نعلم كيف ستنتهي ولا عدد الضحايا .
ففي إعلان وتبني الرئيس ترامب لإغتيال قائد فيلق القدس الجنرال سليماني وأبو المهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي يعني انه يعي تماما ما فعل وجهارا نهارا .
لتأتي التصريحات والبيانات من داخل وخارج ايران لإعلان الرد والانتقام الى ما بعد بعد يافا وهذا يضع لبنان امام مسلخ جديد وكانه لم يكفنا معاناة الرفض والغلاء والجوع القادم على اجنحة طائر الرّخ واهل الثورة ما زالوا على عهد البقاء بعز الشتاء.
نفط وغاز ومياه وقواعد عسكرية و” سايكس بيكو” جديدة لشرق أوسط جديد هي أسباب قد تجعل العالم أمام تجربة حديثة لسلاح مخيف ..وبغياب حكمة ” الملكة بلقيس” التي استوعبت رسالة سليمان الملك القوي فأتته طائعة وحكمت ببطاقة هوية وسجل إمراة ليس عندها طيش ” زليخا” التي راودت يوسف عن نفسه.
…يتساءل القطار المخضرم هل نشهد نسخة منقحة من حرب ” دول الحلفاء ودول المحور” مع ذكريات لفيلم سينمائي قديم اسمه”كوكب القرود” الذين حكموا العالم بعد كبرياء البشر وتعنتهم وفي صورة لتمثال الحرية في نيويورك المكسور والرابض بين الوحول ليقول ا٦حد من نجوا من زلزال الحرب ” فعلتوها أيها
القذرون”
تنذكر وما تنعاد والذكرى تنفع المؤمنين..
…يا للمصادفة القدرية
اليوم السياسي العاصف هو يوم السلام العالمي.
ويبدو عام ٢٠٢٠ يحصد بامتحان الازمات ٢٠ على ٢٠.
اعتذار لم يستطع القطار التجول في المحطات الباقية مرتقباً خائفاً حذراً
الإعلامي المستشار احمد درويش
المدير التنفيذي لمركز النهوض
