صوت الناس

ماذا تعرف عن أقلية الأويغور المسلمة؟ ولماذا تقمعها الصين؟

ماذا تعرف عن أقلية الأويغور المسلمة؟ ولماذا تقمعها الصين؟

الجريدة-لبنان / طلال الدهيبي

الاحد 22/12/2019

يشهد العالم حالياً حملات دعم إعلامي لمسلمي الأويغور، الذين يقطنون شمال غرب الصين في إقليم شينغجيانغ و يتعرضون حسب العديد من الناشطين لحملات بطش و تنكيل على نطاق واسع.

فمن هم الأويغور؟ ولماذا تعاملهم السلطات الصينية بهذه الوحشية وماذا تريد خلف ذلك؟

الأويغور هم أحد شعوب القبائل التركية التي استوطنت وسط آسيا ضمن مناطق واسعة منذ القدم. ويبلغ عددهم اليوم حوالي 20 مليون نسمة.

وعلى مر التاريخ شكلت العديد من القبائل التركية دولاً مستقلة لها كأوزباكستان لشعوب الأوزبك و طاجيكستان للطاجيك وغيرهم الكثير….لذا تتخوف الصين من تكرار هذه التجارب مع الأويغور مع ما يستتبع ذلك من اعترافات دولية بهم وتأمين حماية لهم.

ويتميز الأويغور بهوية عرقية وثقافية مستقلة وخاصة عن الصينيين، فلغتهم تركية وتكتب بالحروف العربية كاللغة الفارسية، وهم مسلمون مؤمنون و للحياة الدينية وجود أساسي في أوساطهم.

جذور المشكلة

تعود جذور المشكلة لخمسينيات القرن الماضي، حين احتلت الجيوش الصينية ما يعرف بتركستان الشرقية، زمن الزعيم ماو تسي تونغ، وقد سعت الصين لطمس الهوية الأويغورية بغية دمج هذا الشعب في الثقافة الصينية، فأجرت لذلك حملات أمنية منظمة ومراقبة دائمة، وإن لم تكن بمستوى توحش الحملة الحالية.
ومنذ ذلك الوقت أنشأ معارضون أويغوريون جبهة لمواجهة الاحتلال الصيني، وللتحدث باسمهم، وهي جبهة تحرير تركستان الشرقية، بعلم أزرق سماوي مع هلال ونجمة خماسية.

اسباب التنكيل الصيني

وتعتبر شينغجيانغ منطقة غنية بالموارد الطبيعية وتستحوذ حسب التقديرات على أكثر من ٦٠٪؜ من موارد الفحم والبترول الصينية ولذلك ليس من مصلحة الحكومة الصينية قيام حركات استقلالية في المنطقة فتتجه لقمع أقلية الأويغور.
مع العلم ان الصين وعلى الرغم من مساحتها الكبيرة، لا تمتلك توازنا بين حجم الصناعة وبين الموارد الأولية، لذلك من مصلحتها ضم أراض جديدة، وهي لتحقيق ذلك احتلت من قبل كل من التيبت ومنغوليا الداخلية وتحاول ضم هونغ كونغ بشكل نهائي حالياً.

وبالعودة لشينغجيانغ فإنها تشكل خمس مساحة الصين الحالية، ولديها أهمية جيوسياسية، اذ انها تصل الصين بالعديد من الدول منها: باكستان وأفغانستان والتي تقرب الصين من الغرب الآسيوي فتمنحها بعداً اقتصادياً كبير الأهمية.

ويعمل الصينيون على اضطهاد المسلمين الأتراك بشكل كبير، فقد أنشأوا ما يعرف بمعسكرات إعادة التأهيل واحتجزوا فيها ما يزيد على المليون اويغوري بتهمة الارهاب، وهؤلاء يصار الى منعهم من التواصل مع أي شخص ومن معرفة أخبارهم من قبل العالم الخارجي، ويجبرون على تعلّم اللغة الصينية وتقاليد وعادات البلاد، ويفرض عليهم ترك شعائرهم الدينية، ومن يعارض إرادة الحكومة مصيره التعذيب والقتل والتشريد.

وفي ظل كل هذه المعطيات يقف المجتمع الدولي عاجزا عن أي تدخل لحماية هذه الاقلية، كما ان الدول العربية والاسلامية لم تحرك ساكنا لنجدة هؤلاء…ما يطرح السؤال التالي: لماذا لم تتحرك الدول التي تتغنى بحرصها على الحريات وحماية المعتقدات؟ وما هي المكاسب التي ستنالها نتيجة صمتها هذا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi