منطقان متوازيان لا يلتقيان!!/ كتب: حكمة.س.أبوزيد/الشراع

الشراع 2 تشرين اول 2023

في لبنان منطقان لا يمكن أن يتفقا أو يتلاقيا لأنهما يشبهان الخطين المتوازيين في الرسم الهندسي.

منطق يعتمد الدستور ونصوصه مفاده:

الذهاب إلى مجلس النواب وإجراء دورات انتخابية متتالية، في جلسة مفتوحة، لا يعطلها فقدان نصاب مفتعل ومبرمج إلى ان يحصل مرشح ما على خمسة وستين صوتا” تجعل منه رئيس الجمهورية الجديد.

ومنطق اّخر يفسّر الدستور على ذوقه ووفق هواه السياسي يدعو إلى “حوار طرشان ” قبل الذهاب الى الدورات الانتخابية المتتالية. وحجته أن الحوار ملازم للتركيبة اللبنانية الديموغرافية، وأن القفز فوقها يعرّض هذه التركيبة “للخطر“!!

يعني هذا أن منظرّي هذا المنطق يرتدون معاطفهم “بالمقلوب” ويدعون الاّخرين الى التشبه بهم قبل أن “يسايروهم” بارتداء المعاطف بالشكل الصحيح والسليم!!

وكل ذلك بذريعة الوفاق الوطني والوحدة الوطنية والعيشالمشترك وما إليها من تسميات، تحتمل التأويل والاجتهاد.

ان نظام الحكم في لبنان، وحتى إشعار اّخر أو دستور اّخر، هو: برلمانيديموقراطي، وقد شهد منذ إعلانه العام 1920 عدة إنتخابات رئاسية بدون “الخزعبلات” الراهنة. ونعرض لمن نسي أو تناسى ولمن يجهل أصلاّ، أن سليمان فرنجية الجد فاز على منافسه الياس سركيس بأكثرية صوت واحد ولمتقم القيامة ولا انتصب الميزان.

وفي زمن ما بعد “اتفاق الطائف” انتخب الشهيد رينيه معوض والياس الهراوي وإميل لحود “بأكثريات” دسمة إنفاذا لإرادة الهيمنة السورية ونشأتمعارضة نيابية وشعبية لعهدي الهراوي ولحود شرّفتها دماء شهداء منهم رفيق الحريري ومحمد شطح وسمير قصير وانطوان غانم وغيرهم ولم “تُستشهد” الوحدة الوطنية بل ازدادت تلاحما” وتوهجا ” ترجمتها تظاهرات جماهير 2019 قبل أن يقمعها بطش المنادين بالحوار اليوم والمخونين الذين يشككون بنيات وأهداف أهل النداء!!

ولعل أغرب ما قيل في هذا السياق إجتهاد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان “أن بعض المسيحيين لا يريد رئيسا” مسيحيا“!!!

ولكن من يريد هذا البعض يا ترى؟ هذا ما لم يقله الشيخ قبلان إلا إذا كان يهدد معارضي الحوار الذي تدعو له مرجعيته السياسية “بالانتفاض” على الصيغة وانتخاب رئيس غير مسيحي لأن مسيحيين رفضوا الإنصياع لخطه السياسي وانتخاب مرشح هذا الخط؟

أليس مشروعا” السؤال؟

والعجيب أن رئيس مجلس النواب أعلن صراحة أنه لن يدعو إلى جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية بعدما رفضت القوى المسيحية الكبيرة دعوته إلى حوار يسبق هذه الجلسة لأنها دعوة مخالفة للدستور. يعني إما أن تُزعنوا لإرادتي وإما أن لا تُجرى انتخابات رئاسية و يبقى الموقع المسيحي الأول في الدولة شاغرا”!!   ​

طيب لماذا “يفنجر” بعضهم عينيه عندما يقول البطريرك الماروني أنه لن يسكت عن استمرار شغور الموقع المسيحي في سيبة الحكم اللبناني القائمة على ثلاثية مسيحية وسنية وشيعية؟ بددوا مخاوف البطريرك واذهبوا إلى دورات إنتخابية متتالية ولا تُفقدوا نصابها. إلى أن ينال أحد المرشحين 65 صوتا” ويصبحرئيسا” للجمهورية اللبنانية بكل طوائفها وأجزائها.

حكمة.س.أبوزيد / صحافي و كاتب سياسي