هل يستحق هذا الشعب ان تموت من أجله/مجلة الشراع

الشراع 7 ايار 2024

متفقون ولا خلاف ابداً ان من واجب كل صاحب قلب و ضمير ان ينصر الفلسطينيين والفدائيين اينما كانوا مالا و روحا وعمراً ضد العدو الاصيل .
حديثنا هنا في مكان منفصل.
هل يستحق هذ الشعب ( اللبناني )ان يضحي المرء بروحه وبماله و بعمره من اجله و الشعب واقعا غير موجود بل وهم نحكي عنه ،الواقع يقول ان الموجود ناساً لم يرتقوا ولا في يوم من الايام لمرتبة شعب ،إذ الرأي العام ولو وجد في القلوب فإنّه يحيا في الجيوب وفي المصالح وفي احتمالات الاستفادة والربح والفوز والنوايا الطائفية، والناس هي نفسها التي تتذمر انت من خياراتها الانتخابات التدميرية ومن فوضاها في الشارع.
هل يستحق هذا الوطن ان تموت من اجله؟
الوطن يعني أرضا ونهرا واشجارا وسماء واهلا وشعبا حقيقيا، والوطن اليوم غير موجود صادرته الدولة والدولة صادرتها عصابات حزبية وطوائفية ودولة مالية عميقة لا ترحم نهبت الأخضر واليابس.
ما تظنّه وطناً ليس غير وهمٍ !فالموجود ليس البلد  إنّما هي الدولة التي افقرتك ولم تحترمك في اي مؤسسة من مؤسساتها واداراتها في اي يوم من الايام، بل ذلّتك واهانتك عند باب مستشفى وعند باب جامعة وعند حافة قبرك.
الدولة ليست الوطن، والوطن وهمٌ تتبناه حكومات متتالية لا همّ لها غير إشباع قياداتها وطوائفها وخزناتها.
ان ضحّيت بروحك فأنت تضحي من أجل هذه الدولة الفرانكشتاينية المشوّهة لا من أجل الوطن فاقتضى التوضيح.😕.
لا الشعب ولا الوطن موجودان ،وانت تموت او تُقتل من أجل من؟
من أجل أبناء زعماء سيحكمونك كتيس اضافي في القطيع كما كان اهلك ماعز…😡؟
هل تستحق السماء ان تموت من أجلها؟
لكل الناس في الحروب ربّ يظنّون انهم يقاتلون من اجله ،إنما الرب لا علاقة له بمنصّة غاز ولا ببئر نفط ولا بعائلة روتشيلد ولا بمصرف ولا بالجنيه الاسترليني ولا تهمه هضبة استراتيجية لتكون قاعدة عسكرية ،وهو يسكن الاعالي ولا تهمه ثروات طبيعية من معادن ومن ذهب ومن ليثيوم لصناعة البطاريات ،ولا الرب تهمّه اعداد السيارات التي تصنّع في المعامل  لتباع في الأسواق ،ولا يتابع الرب تطور التكنولوجيا من ايفون ومن سامسونغ  ،لا حتى الرب اوكل احدا لينطق بإسمه ابداً لا عندكاتب عدل ولا في آيات توراتية او انجيلية او قرآنية …وما اليهود الا احمق منّا، يتركون بلاد الغرب ليحضروا إلى هنا ليطرقوا رؤوسهم بالجدار لعل المشيخ يظهر و حلم شبابنا تأشيرة سفر!😏
يتقاتل العباد من أجل مصالح اقتصادية وسياسية ومالية، وحول حدود مشتركة ،فما علاقة السماء بالحروب ؟ولو ان أصحاب الحروب يتلطون بالدين ليبرروا قتالهم.
ان تقاتل وان تضحي جميل جدا، إنما عليك أن تموت لتعود في السلم لتعيش افضل فإن لم تحيا انت عاش ابنك ،اما ان تموت و ان تعود لتجد أرباب المال الحرام صاروا أغنى وارباب الفساد صاروا أعلى في مناصبهم، وان اهلك منهوبون  وان عمّك مات وهو يشتري دواء على الطريق، وان اصحابك يتزاحمون عند.ابواب السفارات ليهاجروا، وان أبناء جيرانك غرقوا في البحر وهم يهربون إلى اوروبا… فالأمر مؤلم وقاتل ان تجد لكل زعيم مرفأ ليخته في البحر.
لا داع لأن نكتب اكثر الا ان الحقيقة لا تجرح فقط بل تغتال كل صاحب ضمير.
ليحارب من استفادوا من الدولة ومن البلاد ومن الاحزاب ومن العصابات ومن المصارف ومن الطوائف ومن الزعماء وقضاء لم يرتق في من الايام إلى العدالة.
قصر قضاء ام قصر عدل هذا هو السؤال.
العدو الأصيل وجب قتاله حتما، لانه عدو للانسانية اولا وثانيا لانه يراك في عقله خادما او عبدا او بهيمة حلل ربّه ذبحها.
#ابو_ليلى_المهلهل.

مجلة الشراع