مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

عندما يتنقل فيروس كورونا، الصامت القاتل في كل العالم، ناشرا أينما حل الخوف والفوضى والموت، فعلينا التعامل معه على هذا الأساس، من دون هلع، من دون استخفاف، بأقصى درجات الوقاية وبكثير من العلم.

علينا ولو لمرة ان ننسى اننا “الشعب الحربوق”، وان “الكذب ملح الرجال”، لأن كل ذلك لا ينفع.

اليوم، دخلنا في لبنان الشهر الثاني من إعلان أول إصابة كورونا، شهر تخلله عدد من الإجراءات بلغت ذروتها أمس، عندما طلبت الحكومة من الأجهزة الأمنية بكل قواها، الانتشار في المناطق كافة، لمطالبة المواطنين بالبقاء في منازلهم حفاظا على حياتهم.

لكن هذه القوى لم تتنبه ان بيننا، من لم يفهم بعد، وان بيننا أناس تذاكوا اليوم، فمارسوا مع هذه القوى لعبة الكذب والاختباء، شي بصالون مصفف الشعر “حيث اختبأت السيدات، وشي عند “بياع الورد” وشي عند يللي بيفتح، بسكرولوا القوى الأمنية، بيرجع بيفتح”. عم تتذاكوا عمن، وعم تتخبوا عمن؟ اذا عالعسكر، الفشل واضح، لأن العسكر ضبطكم وأخرجكم قبل أن يكتمل جمالكم، وسكر محالكم كلها، اذا عفيروس كورونا، فالفشل أيضا واضح، وهو إن لم يظهر اليوم، فسيظهر حتما في الأيام المقبلة، لأن قوته في انتشاره، فابدأوا بعد الأيام، خصوصا انكم غير قادرين على تحديد المصاب منكم من غير المصاب.

الكذب هنا لن ينفعكم، تماما كما لن تنفكم لعبة “الشعب الحربوق” الذي ما إن سمع بخبر إمكان وجود دواء للفيروس أعلن عنه من فرنسا، حتى أكد ان الدواء موجود وأنه الحل السحري، واننا حتى قادرون على تصنيعه، هذا بجزء من الشعب. أما الجزء الآخر، ف”طب” على الصيدليات واشترى الدواء وخزنه في المنزل، لدرجة ان الدواء انقطع، وفي الحالتين لم يتكلف أي من كل هؤلاء التأكد علميا مما يحصل.

فالدول كلها، بما تملك من ذكاء صناعي، وأطباء، ومختبرات علمية تبحث عن الدواء، قد بدأت اليوم فقط اختبارات فعلية في أوروبا، على أكثر من علاج، نتائجها ستظهر بمعدل أسبوعين الى ستة أسابيع من اليوم، علها تصل الى دواء يشفي الداء، ويعيد الى العالم أجمع صحته.

فيا شعب لبنان “الحربوق”، حتى الساعة لا التذاكي ينفع، ولا الادعاء ينفع، خليكون بالبيت، حفاظا على حياتكم وحياتنا كلنا.