المركز الثقافي الإسلامي بيروت /التعاون على البر و التقوى للشيخ الدكتور أحمد محمد فارس . رئيس جمعية متخرجي الأزهر في لبنان / وعضو الهيئة العامة للمركز الثقافي الاسلامي في بيروت .الثقافي الإسلامي بيروت /

الحمد لله الذي تفرد بالبقاء . واحتجب عن الأبصار . الحليم الذي لا يعجل بالعقوبة على من عصاه. ولا يهتك الأسرار . العليم الذي لا يعزب عن علمه هواجس الضمائر وخفي الأسرار .

أشهد أن لا آله الا الله وحده لا شريك له. شهادة من شهدها صار من الأخيار . وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله أيده الله بالمهاجرين والأنصار .صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كانوا يسارعون في الخيرات . ويتقربون الى الله بالسعي في قضاء حاجة المحتاجين . والتخفيف من كرب المكروبين . جزاهم الله أحسن ما كانوا يعملون . أما بعد . فيقول الله تعالى . وهو أصدق القائلين : “وتعاونوا على البر والتقوى. ولا تعاونوا على الاثم والعدوان “. عباد الله. ان في الاحداث الجارية . والبلايا النازلة . ما يعطف القلوب على القلوب . ويحرك من كان في صدورهم ذرة من الايمان الى التعاون والتراحم و تفريج الكروب . و التنفيس عن المنكوبين . فإن أمة يعين قويها ضعيفها. وغنيها فقيرها. وصحيحها مريضها . لهي خير أمة في الأرض. جانبها مرهوب. وعدوها مغلوب.

هكذا كان السلف الصالح رضوان الله عليهم . يتعاونون في السراء والضراء. و يتضامنون في النعماء والبأساء. حتى ينسى الملهوف لهفته .وللفقير حاجته . فعاشوا متحابين. قلوبهم صافية. وارواحهم زاكية. أولئك لهم الأمن وهم مهتدون .

عباد الله : إن المسلم أخو المسلم . لكل منهما على الآخر حقوق وواجبات. فواجب القوي اعانة الضعيف. وواجب الغني مواساة الفقير . و من كان له جاه وجب عليه أن يظلل بجاهه من لا جاه له . ففضل مالك تعود به على من لا مال له صدقة منك عليه . . وفضل جاهك تعود به على من لا جاه له .صدقة منك عليه . قال تعالى: “ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو” . قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم _ : “من كان عنده فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له . و من كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد له”.

عبد الله : المؤمن الذي يعين أخاه على الخير فالله في عونه. ومن وسع على مؤمن محزون وسع الله عليه يوم القيامة . فطمأنه من اضطراب. وآمنه من خوف. ومن قضى دينا عن مؤمن معسر أو تنازل عنه اذا كان هو الدائن او أقرضه ما يفضي به حاجته. أو ساعده على الوفاء بمطالب حياته هيأ الله له في الدنيا حياة لا عسر فيها ولا ضيق .وأنجاه من شدائد اليوم الآخر . قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم _ : ” من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا و الاخرة . ومن ستر مسلما” ستره الله في الدنيا و الاخرة . والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” .