الخدمات الاعلامية

المركز الثقافي الإسلامي بيروت /مع أواخر رمضان ——————— للشيخ الدكتور / أحمد محمد فارس رئيس جمعية متخرجي الأزهر في لبنان. وعضو الهيئة العامة للمركز الثقافي الاسلامي في بيروت .

الحمد لله على ما انعم . و الصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأكرم . و على آله وصحبه وسلم . وبعد . فقد مضت الأيام الأوائل من رمضان و هي أيام الرحمة . كما مضت أيام المغفرة . و ستمضي أيام العتق من النار . بصحائف أعمال . وسجل فعال . هي زادنا من دنيانا . وذخيرتنا في آخرتنا . وصار رمضان – بعد أن كان حقيقة تملأ السمع و البصر – حديثا يروى . و خبرا يؤثر . وستمضي – كما مضى – أيام الحياة كلها الى أجل لا ريب فيه لنلقاها مرة أخرى “يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تود لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا . ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد ” ( ال عمران / ٣٠) .
وفي الأثر : “ما من يوم جديد الا وينادي : ياابن ادم : أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فلو غابت شمسي لم تدركني الى يوم الوعيد” .
ان انقضاء رمضان ليضعنا أمام قائمة حساب في الفوز فيه عاجل بشرى الله للمؤمنين . بقدر ما في الخذلان فيه من حسرة موجعة تحيط بدنيا الغافلين واخرتهم على السواء .
فهل اثمر الصوم ثمرة التقوى؟! وهل تخرجنا في مدرسته بخلائق الأباة الذين صفت أنفسهم . و عفت ألسنتهم . واتحدت كلمتهم . و استقام صفهم . وصاروا اخوة كما وصف الله المؤمنين؟!. وهل برئنا من دواعي الهزيمة والاستكانة للأحداث المفاجئة. والنوازل الطارئة.؟! و هل قهرنا أنفسنا نزوات الظلم والاستعلاء بالباطل وشهوات الاثم والمعاصي؟!
فان أول الانتصار ان تغلب نفسك على هواها . وأن تقودها الى هداها . وأن تنقلك من مجال عداوتك الى مودتك . والرسول – صلى الله عليه و سلم- يقول: “أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك . وامرأتك التي تضاجعك . وأبناؤك الذين من صلبك”.
انك مع نفسك في جهاد دائم حتى تورثها طاعة الله. فالخير والشر في عراك موصول منذ كان الناس. فانظر في أي الجبهتين أنت؟ وحاسب نفسك قبل فوات الأوان . وانقلاب الزمان. فالأيام كما قالوا خمسة :
– يوم مفقود : هو امسك الذي فاتك مع ما فرطت فيه.
– – ويوم مشهود: و هو يومك الذي انت فيه . فتزود فيه من الطاعات .
– – ويوم مورود: وهو غدك. لا تدري هل هو من أيامك أم لا؟ – ويوم موعود : وهو آخر أيامك من أيام الدنيا. فاجعله نصب عينيك.
– – ويوم ممدود : هو اخرتك . وهو يوم لا انقضاء له . فاهتم له غاية اهتمامك. فهو اما نعيم دائم . و اما عذاب قائم.
– كم نرجو أن نخرج من مدرسة رمضان بأحاسيس توجه للخير . وتحفز للعمل المثمر. فالعبادات الاسلامية تدعم جوانب الحياة كلها. كما أنها تحكم روابط المودة بين الناس . وتطارد فيهم الهلع الجازع. والجبن الخالع أمام غير الأيام . وتبغض اليهم الحرص على الحطام والضن على السائل والمحروم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi